تركيا والمجر يكسران وحدة المعسكر الغربي

بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز

تصف أوروبا وأمريكا كل من فيكتور أوربان ورجب طيب أردوغان بأنهما “أعداء الإجماع”. الزعيمان، في الواقع، يخوضان معارك فردية تعيق قرارات مهمة : رئيس الوزراء المجري يعارض الحظر النفطي ضد روسيا، وهو إجراء أوروبي يجب اعتماده بالإجماع، بينما يعيق الرئيس التركي عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.

البلدان جزء من المؤسسات الغربية : فهما عضوان في الناتو والمجر هي أيضاً إحدى دول الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن أنقرة وبودابست لا تتهربان من الإجماع الواسع لشركائهما فحسب، بل تجريان دبلوماسيات يمكننا تعريفها على أنها “عابرة للحدود”، أي أنهما يتفاوضان بشأن تحالفهما الخاص.

تركيا والمجر

إن المعارضة الانفرادية للحكومتين المتمردتين تنتزع من الغرب صورة الإجماع التي انتشرت بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. و تشكل هذه الوحدة نقطة قوية أمام روسيا، التي توقعت انقسامات أكبر وتحفظاً في الدعم المقدم إلى كييف.

أمجاد الماضي والتأثيرات الجديدة
لدى أوربان وأردوغان عدة نقاط مشت

كة. كما يصفهما الصحفي الفرنسي بيير هاسكي ليقول بأن كلاهما من أتباع ما يسمى “اللاليبرالية”، أي الديمقراطية الاستبدادية، وينتميان إلى فئة “الرجال الأقوياء” التي عادت لتثبت نفسها في جميع القارات. أخيراً، كلاهما على رأس الإمبراطوريات القديمة التي تعتبر نفسها قد أسيئت معاملتها تاريخياً وتحاول استعادة تأثير يستحق مجدها الماضي.

وكل منهما بحسب الكاتب الفرنسي يستخدم قوته لإلحاق الضرر بالعملية التي تهمه من وجهة نظر وطنية. أوربان هو زعيم الاتحاد الأوروبي الوحيد الذي اعترف بقربه من بوتين. على الرغم من قبوله بفرض عقوبات سابقة، إلا أنه يرفض الآن المشاركة في الحظر النفطي، لأسباب ليس أقلها أنه هو نفسه يتعرض لعقوبات أوروبية لانتهاكه سيادة القانون.

أردوغان يتصرف على مستوى آخر. قبل السماح للسويد وفنلندا بالانضمام إلى الناتو، طالب البلدين بالتخلي عن الدعم المقدم للأكراد السوريين وتسليمهم أكثر من عشرين لاجئاً سياسياً كردياً من حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابي، كما دعا الرئيس التركي إلى الإفراج عن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتركيا المجمدة بعد شراء أنقرة لمواد روسية. من الواضح أن هذا السلوك لا يرقى إلى سياق الحرب، لكن الزعيمين يدركان قوتهما ويريدان تمرير إرادتهما.

كيف تتجنب هذا النوع من المشاكل؟ هناك سيناريوهان : الأول هو توسيع مجال القرارات التي تتخذ بالأغلبية وليس بالإجماع داخل الاتحاد الأوروبي. التغيير قيد المناقشة ويمكن أن يشكل أحد الإصلاحات التي أحدثتها الأزمة الأوكرانية، بهدف تسريع عملية صنع القرار.

السيناريو الثاني أكثر تعقيداً. في العالم الناشئ متعدد الأقطاب، تحاول العديد من القوى الوسطى تحرير نفسها. هذا هو الحال في تركيا ودول أخرى في الشرق الأوسط. عليك أن تعتاد على ذلك يتابع بيير هاسكي، لم يعد من المنطقي وجود المحاذاة ولا يعني بالضرورة وجود أخبار سيئة.

تركيا والمجر :

من ناحية أخرى، فإن الإشكالية التي تراها أوروبا مع تركيا والمجر هي حقيقة أن بعض البلدان جزء من “نادي” لكنهما لا تحترمان قواعده. من الواضح أن المجر وتركيا، ولكل منهما أجندته الخاصة، تنتمي إلى هذه الفئة. عاجلا أم آجلا سيتعين توضيح موقفهم. يختم الصحفي الفرنسي.

إقرأ أيضاً:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *