الغرب الغير مبالي في الحرب الر وسية

بقلم محمد زعل السلوم ــ الوان نيوز

قال الفيلسوف الفرنسي باسكال بروكنر في مقاله بعنوان الكآبة الديموقراطية (La mélancolie démocratique )، الذي نُشر عام 1990، ليقول أنّه مع انهيار النظام الشمولي، الذي حدث قبل عام مع سقوط جدار برلين، فقد الغرب اتجاهاته.

بعد أن حُرم الغرب من عدو بسبب اختفاء الخصم السوفييتي، وجد نفسه فجأة في مواجهة، مقاتل بلا “شرير”. 

الغرب

النتيجة : مثل فارس عائد من الحروب الصليبية، استراح على أمجاده وأصبح غير بارز وغير مبالي.

ببساطة كما يقول الصحفي الكندي ريشار مارتينو “لين”. 

مثل المُغوي الراسخ الذي بعد أن أقنع حبيبته بالزواج منه بعد فترة طويلة من الخطوبة، يخلع ملابسه الجميلة في صدره المصنوع من خشب الأرز، ويبيع الدمبلز على كيجيجي، ويتحطم بشدة على La-Z-Boy أمام تلفزيونه بدقة 4K  ويشاهد كرشه يكبر. 

وحده أمام المرآة :

بالنسبة لبراكنر، بمجرد نزع مخالب الدب السوفيتي، فقد الغرب إرادة الدفاع بقوة عن قيمه. 

انتهى به الأمر مثل سوبرمان بدون ليكس لوثر. 

بدأ في الدوران حول نفسه أن يشك في ذاته. 

محاولاً العثور على جميع أنواع العيوب.

يبحث عن المتاعب. 

أن يجادل في انعكاس وجهه في المرآة.

مثل روبرت دي نيرو في فيلم سائق التكسي : “هل تتحدث معي؟ أنت تتحدث إلي؟ حسناً، أنا الوحيد هنا. من الذي تعتقد أنك تتحدث إليه؟ “

بعد أن لم يعد لديه عدو للقتال حين كان جندياً في فيتنام، بدأ في محاربة نفسه. أن نكره أنفسنا. 

ليجد دينيرو نفسه عنصرياً، متحيز جنسياً..

حتى أنه توقف عن الذهاب للتصويت. ما هو الهدف من التصويت بالانتخابات؟ وضع الاقتراع في صندوق الاقتراع، لماذا؟

لاختيار المتحدث الذي سيفرغ جيبي؟    

عودة الدب الروسي :

حسناً، كانت هناك هجمات 11 سبتمبر التي أيقظت الغرب النائم، لكن الإسلاموية، من هي، ما هي؟

إنها فكرة، رؤية للعالم، ليس لها عَلَم أو أرض. 

إنها تعيش هنا وفي أي مكان آخر. 

كيف تدمر الفكرة؟ 

علاوة على ذلك، هذا ما حاول الغرب القيام به في العراق وأفغانستان، بالنتائج التي نعرفها.  

ولكن بمجرد أن بدأ الغرب في النوم مرة أخرى، مع فتح فاه وسيلان اللعاب الذي يسيل على ذقنه، أعاد بوتين إحياء عدو الغرب القديم.

الشر مرة أخرى وقد أصبح جغرافيا. لها حدود، ونظام يحكمها.

جيش واحد، وجه واحد. 

مثلما كنا صغاراً!

كنا نظن أن الدب السوفيتي كان نائماً بسبب أبخرة الرأسمالية الزكية الناعمة، ها هو قد عاد! 

هل سيتمكن  الغرب من الوقوف في وجهه؟

هل سيتمكن  الغرب من الاستجابة لنداء الأوكرانيين؟ وقد رأى الغرب أو فتح الباب لبوتين في سوريا؟

هل يستعيد تصميمه السابق؟

هل ما زال يعود إلى زي الأبطال الخارقين القديم الذي وضعه في حقيبة الهدايا التذكارية في العلية؟    

نهاية الغرب؟:

الغرب اليوم مثل سيلفستر ستالون في Creed ، يبقى خارج الحلبة ويشجع طفلاً صغيراً يقاتل جزاراً روسياً بقوة اليأس.

لكن من يعلم؟

ربما ينجح جنون بوتين وشجاعة الأوكرانيين في إيقاظ الغرب من سباته ومن حزنه.

واستعادة – أخيراً – الذاكرة.

وفخره الضائع.

فالغرب اليوم مسترخي. أما العالم العربي والإسلامي فقد انهكته الأنظمة التي صنعها هذا الغرب، بضياع ربيعه الجميل وقد بات خريفاً.    

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *