عمل المرأة نعمة أم نقمة على الأسرة

بات عمل المرأة أمراً ضرورياً وشبه حتمي وسط الأوضاع الاقتصادية في العالم العربي، حيث تضطر المرأة في العديد من الظروف إلى تحمل عبء تكاليف المعيشة مع الرجل، إلى جانب باقي المسؤوليات التي قد يجحد عدد كبير من الرجال في جهود المرأة بها

سنوضح لكم من خلال هذا المقال ما هي السلبيات والأضرار المترتبة على عمل المرأة في الخارج، سواء على الصعيد الشخصي أو الزوجي، كما أننا سنوضح لكم ما الضوابط الشرعية حتى تحافظ المرأة فيها على نفسها في بيئة العمل.

عمل المرأة في الاسلام

ما هي أضرار عمل المرأة المتزوجة على أسرتها ونفسها؟

لعل المتضرر الأول من خروج المرأة للعمل والاحتكاك بالعالم الخارجي هو المرأة بذاتها، فهي تزيد من الأعباء والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، مما يتطلب منها جهوداً مضاعفة لتدبير شؤون عملها في الخارج ككيان مستقل، وعملها في الداخل كمدبرة للمنزل.

الأضرار على الصعيد الشخصي

من الصعب على المرأة أن توفق بين واجباتها تجاه زوجها وأطفالها، وبين عملها خارج المنزل، وإن استطاعت تنظيم واجباتها ووقتها فإنها لن تُبقي لنفسها متسعاً من الوقت لأخذ قسط من الراحة والاهتمام بشؤونها الشخصية، مما يعني أن التعب والإرهاق سيكونان من نصيبها في نهاية كل يوم.

كما ستعاني من عدم وجود وقت فائض للترفيه عن نفسها، بالخروج مع صديقاتها على سبيل المثال أو زيارة عائلتها، إلى جانب أنها ستختار أن تقوم بأعمال تنظيف المنزل حتى في أيام إجازتها.

عمل المرأة في الاسلام

علاوة على ذلك ستزداد ضغوطها النفسية نتيجة الاحتكاك بالرجال في بيئة العمل، فالعديد منهم لا يزال جاهلاً بمكانة المرأة في المجتمع ولا يزال ينظر إليها بدونية على أنها وسيلة للمتعة وقضاء الوقت، مما يعرض ما يقارب 80 ٪ من النساء العاملات للتحرش من قبل الرجال سواء في العمل أو في طريقها للوصول إليه.

الأضرار على صعيد الأسرة

إن أكثر الأمور سلبية عندما نتحدث عن خروج المرأة من منزلها للعمل هو التقصير في الاهتمام بالأطفال، حتى إذا كبر الأبناء فهم بحاجة إلى وجود الأم بالمنزل حتى يشعروا بالطمأنينة والسكينة.

 هذا وقد لجأت أغلبية النساء العاملات إلى تنظيم الأسرة والحد من الإنجاب، فقد اكتفت بطفل أو اثنين حتى تمنحهما ما يكفي من الوقت للرعاية والتربية، وكلما صغر سن الطفل كلما زادت حاجته لوالدته، كما سيؤثر غياب الأم على سلوك ودراسة الأبناء، فهي لن تستطيعَ أن تتابع سلوك أبنائها في أغلب الوقت، ولن تتمكن من متابعة مستواهم الدراسي.

لا بد أن القصور سيظهر جلياً في تواصل الأبناء مع والدتهم العاملة، حيث سيجعل اختلال الأدوار بين الأب والأم الأطفال مترددين في أخذ مشورة أحدهم

غالباً ما تنشأ العديد من النزاعات بين الوالدين بسبب العمل مما يؤثر بشكل سلبي على نفسية الأبناء ولا سيما أننا نعيش في مجتمع شرقي يتحفظ فيه الرجال على عمل زوجاتهم، إلا أن أكثرهم وإن قبل بهذا الأمر فإنه لا يستطيع كتمان انزعاجه منه، كما ستصبح لغة الحوار مفقودة تماماً في المنزل

سيجعل اختلاف المواعيد كل فرد في الأسرة يصل البيت في توقيت مختلف عن الآخر، وبالتالي فإنه سيتوجب على كل فرد أن يأكل بمفرده، ويتخذ توقيتاً يناسبه للنوم يختلف عن بقية أفراد العائلة، وكل تلك الأمور تساهم في تعميق الشرخ والتفكك بين أفراد الأسرة الواحدة، وسيفتقرون لروح المشاركة والألفة فيما بينهم.

ما هو تأثير عمل المرأة المتزوجة على علاقتها بزوجها؟

قد تجعل الظروف الاقتصادية المتردية يقبل بعمل زوجته خارج المنزل دون رضاه، لكنه لا يملك خياراً آخر لعجزه عن تأمين احتياجات المنزل وحده دون مساعدتها، إلا أن هناك قسم من الرجال أكثر انفتاحاً وتأثراً بالغرب حيث يتقاسم الزوجين تكاليف المعيشة فيما بينهما، فبات بعضهم يطلب منها العمل لمساعدته في تكاليف المعيشة التي باتت باهظة في العديد من دول العالم العربي.

عمل المرأة في الاسلام

على الرغم من قبول الزوج بعمل زوجته خارج المنزل لكن هذا لا يعني أن علاقتهما ستكون جيدة، فمن المؤكد أن المرأة العاملة التي تعود من العمل منهكة لتسرع في تحضير الطعام لزوجها وأطفالها، لن تملك طاقة إضافية للاهتمام بشؤون زوجها، مما سيزيد من البرود في العلاقة حتى تصبح روتينية مملة، إلا أنها تستمر أمام الأعين من أجل الأطفال فقط، مما يزيد الحياة العائلية تعقيداً.

الجدير بالذكر أن مساهمة المرأة في دفع تكاليف المعيشة لا بد أن يجعل من الزوج اتكالياً وأكثر جشعاً، مما يضطر الزوجة في بعض الأحيان إلى إخفاء قيمة راتبها الحقيقي لأنها تشعر باستغلال زوجها لها.

ما هي الأسباب التي تدفع المرأة المتزوجة للخروج إلى العمل؟

تتنوع الأسباب التي تجعل المرأة تخرج من منزلها للعمل وكسب النقود وسنلخصها لكم فيما يأتي:

1-     غياب المعيل (الزوج)

تضطر المرأة للعمل إن مات عنها معيلها ولا يوجد مصدر ثابت للدخل يكفي احتياجات أطفالها، مما يدفعها لتحمل مزيد من الأعباء حتى تؤمن كافة احتياجات المنزل، وليس في حالة الموت فقط فالطلاق أيضاً له نفس الأثر على الأسرة، ولا سيما إن لم يكن عن تراض ولم يتحمل الزوج مسؤولية الانفاق على أطفاله وهم بكنف طليقته.

1-     فقر الأب

قد يجبر الآباء بناتهم على العمل لعدم قدرتهم على تحمل نفقاتهم، وذلك بسبب الفقر وغلاء المعيشة وأسباب أخرى، وإن مات الأب قد يتخلى الأخوة عن تحمل نفقة أخواتهم فتكون الفتاة مضطرة للعمل وكسب قوت يومها وما تدخرها للمستقبل المجهول.

2-     تحقيق الذات

ترى بعض النساء في العمل خارج المنزل تحقيقاً لطموحاتها الشخصية، والتي تتجلى في الوصول إلى أعلى المراتب العلمية والوظيفية التي تسعى لها، كي تثبت نفسها بقوة كسيدة ناجحة في ظل مجتمع اعتاد تصغير إنجازاتها.

كما أن هناك بعض النساء اللواتي تفضلن العمل لأنه يعتبر رسالة قومية وواجب مجتمعي، ونقصد هنا النساء ممن يعملن كطبيبات، ومعلمات وممرضات، وهكذا من الأعمال التي نشعر بمزيدٍ من الراحة، عند وجود المرأة فيها.

ما هي الضوابط الشرعية التي يجب على المرأة المتزوجة الالتزام بها في بيئة العمل؟

لم يفرض الدين الإسلامي على المرأة العمل خارج المنزل لتكسب ما يؤمن احتياجاتها، بل كرمها وجعلها مسؤولة من أبيها وإخوتها الذكور حتى تتزوج فيصبح زوجها هو معيلها، وقد جعل ديننا الإسلامي للمرأة رسالة سامية تقوم بها وهي بناء أسرة صحيحة الأركان تقوم على المودة والرحمة فيما بينها، وتربي أطفالها على الدين الذي جبلت عليه.

كما أن هذا الدور قد يعد أكثر أهمية من عملها واحتكاكها بمختلف أنواع الأشخاص، ويحفظها من أي أذى وضغط يمكن أن تتعرض له في العمل، إلا أن الظروف المادية السيئة تجعل المرأة مضطرة للعمل في الخارج، ولكن لابد ان تعرف ان هذه الخطوة غالباً ما تقودها الى الطلاق ، فقد صدر عن جامعة الأزهر للبحوث العلمية الاسلامية في عام 2017 ان من أهم اسباب البطالة في العالم ككل هو عمل المرأة ، وأن 90% من اسباب الطلاق في العالم هو عمل المرأة ، فالمرأة غير مطالبة شرعاً او قانوناً بالعمل وجلب المال لبيت الزوجية ، فهي مهمة الرجل وليس المرأة ،وحين تملك المرأة المال في الأعم الاغلب يكون نقمة على بيتها وعشها وزوجها واولادها ، وغالباً ما يكون هناك تقصير في واجباتها الزوجية ، وبالتالي لايجوز عمل المرأة بشكل مطلق ، وذهب بعض علماء المالكية والأحناف الى تحريم عمل المرأة إذا كان سبباً في خلاف او تقصير مع الزوج والاولاد ، وشرع العلماء لعمل المرأة في بعض الحالات الاستثنائية الاضطرارية ،ولكن ضمن شروط وضوابط معينة، لهذا لا بد لها من الالتزام بها حتى تحمي نفسها، وعفتها وهي:

  • الالتزام بالزي الشرعي المحتشم والذي يجنبها النظرات الخبيثة لبعض الرجال ويحفظ لها كرامتها.
  • التعامل بالأخلاق الإسلامية من الوقار، وعدم تعمُّد الإثارة والتحدث باحترام وصوتٍ منضبط دون أن تتعمد التلحين فيه، حتى لا تجعل من نفسها موضعاً للشبهات.
  • أن تكون بيئة العمل مناسبة لقدرات المرأة وغير منافية لطبيعتها.
  • ان تبتعد عن الاختلاط مع الرجال تحت أي ظرف ومهما كان الاختصاص .
  • الاهتمام بحقوق الزوج في المقام الأول وبعدها يأتي الأولاد، وأخيراً العمل.
  • رعاية المنزل والاهتمام بالأطفال واجبٌ كبير يعرضها للحساب من الله عز وجل، فيجب أن تحظى أسرتك بالجانب الأكبر من اهتمامك.

في الختام نبينا صلوات الله وسلامه عليه قال : إذا صامت المرأة خمسها ، وحفظت فرجها ، واطاعت زوجها ، ولزمت بيتها ، قيل لها ادخلي الجنة من أي باب شئتِ ، وهذا قطعاً لا يكون وهي تعمل خارج المنزل ، وهذا لن يكون وهي منهكة في العمل وتتعرض كل يوم لنقص انوثتها بسبب احتكاكها من القاصِ والدانِ ، وفي النهاية

سواء كانت المرأة عاملة أم مدبرة منزل تبقى هي جزء مهم في المجتمع ، فهي الأم والزوجة والأخت والركن الذي لا يمكن لأي أسرة التخلي عنه.

إقرأ أيضا :

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *