وسيط لبناني بين الأسد وبايدن

بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز

ذكرت الصحفية جويس كرم من واشنطن أن رئيس وكالة المخابرات اللبنانية الرئيسية اللواء عباس إبراهيم قد أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن لبحث استئناف المفاوضات مع سوريا بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، بمن فيهم أوستن تايس.

وسيط لبناني بين بايدن والاسد

تم نقل اللواء عباس إبراهيم، الذي يرأس مديرية الأمن العام في لبنان، إلى واشنطن على متن طائرة خاصة نظمتها الحكومة الأمريكية. والتقى بكبار مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية والمخابرات في زيارته الأولى منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير كانون الثاني 2021.

وفي مقابلة حصرية مع The National يوم الثلاثاء 24 مايو أيار، قال إن إطلاق سراح الصحفي الأمريكي تايس، والصحفي المستقل والعسكري السابق في مشاة البحرية الأمريكية المارينز الذي اختفى أثناء تغطيته للثورة السورية في عام 2012، كان من أهم المواضيع في المحادثات.

دور فريد للبنان في تحرير الرهائن الغربيين

وقال اللواء إبراهيم : “ناقشنا ملف السيد تايس واتفقنا على أنه يجب إحراز تقدم، لكن علينا أن نرى أولاً كيف يمكننا ردم الهوة، وكيفية تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق”.

يقود اللواء إبراهيم أقوى جهاز أمني في لبنان بعد الجيش ويتمتع بسمعة طيبة كمفاوض ماهر ساعد في تأمين الإفراج عن المقيمين والمواطنين الأمريكيين مثل سام غودوين السائح الذي كان محتجزاً في سوريا ونزار زكا، رجل الأعمال اللبناني الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وقد أفرج عنه من الحجز الإيراني عام 2019.

كما نجح في التوسط في الإفراج عن السائح الكندي كريستيان لي باكستر في عام 2019 بعد أن احتجزته السلطات السورية في ديسمبر كانون الأول 2018 أثناء إجازته.

هناك الآن احتمال أن تبدأ المفاوضات من حيث توقفت في نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب في نوفمبر تشرين الثاني 2020.

تابع اللواء إبراهيم : “لقد اقتربنا كثيراً خلال عهد ترامب”.

شروط الأسد لتحرير تايس :

وشملت تلك المحادثات بشأن إطلاق سراح تايس مطالب من نظام الرئيس السوري بشار الأسد بانسحاب القوات الأمريكية من الرقة واستئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع سوريا ورفع بعض العقوبات.

هذه [المطالب] كانت أفضل من أن تكون حقيقية. قال رئيس المخابرات اللبنانية.

التقى اللواء إبراهيم بوالدة تايس مرتين خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام لواشنطن، وقال إن سوريا لم تقدم إجابات واضحة حول صحة ابنها أو ظروف احتجازه.

وأضاف: “لسنا متأكدين من أن السيد تايس على قيد الحياة، ولا أحد متأكد، ولا يمكنني التأكد من عدم وجود تأكيدات من سوريا بأنه موجود”.

“سأذهب لرؤيتهم [في سوريا] بعد ذلك”.

توسط اللواء إبراهيم في سوريا مرتين في معلولا وكفريا والفوعة :

خلال الحرب السورية، توسط القائد العسكري اللبناني في عمليتي تحرير رئيسيتين من سوريا.

في عام 2013، قام بتأمين إطلاق سراح مجموعة من “الحجاج” اللبنانيين الشيعة الذين احتجزهم الثوار في كفريا والفوعة في إدلب قرب الحدود التركية، وفي عام 2014، توسط في إطلاق سراح مجموعة من الراهبات الأرثوذكس اليونانيات اللواتي اختطفهن فرع القاعدة في سوريا من ديرهم في معلولا.

وأشار اللواء إبراهيم إلى الاهتمام المتجدد من بايدن بقضية تايس.

قال السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض جين بساكي في ذلك الوقت إن الرئيس التقى عائلة تايس هذا الشهر و “كرر التزامه بمواصلة العمل من خلال جميع السبل المتاحة لتأمين عودة أوستن تايس التي طال انتظارها إلى عائلته”.

مخاطر الإنهيار الاجتماعي في لبنان بعد خسائر حزب الله الفادحة بالانتخابات:

أما داخل لبنان، فيشعر اللواء إبراهيم بالقلق بشكل أساسي من مخاطر الانهيار الاجتماعي بسبب الانهيار الاقتصادي في بيروت.

وقال: “نحن قلقون من عدم الاستقرار الاجتماعي في لبنان أكثر من السياسي، فالشعب له الحق في الرد على انهيار العملة لكننا لا نريد أن يتحول إلى فوضى”.

وفي أعقاب الانتخابات التي جرت في 18 مايو أيار، ازداد خطر الشلل السياسي، حسب تقييم اللواء إبراهيم.

وقال إن الانتخابات “يمكن أن تسبب كارثة، لأن لدينا تكتلات سياسية كبيرة تتسع الفجوة بينها في القضايا، ولكن لا توجد أغلبية لتمرير القوانين”.

تكبد حزب الله اللبناني وحلفاؤه خسائر في الانتخابات.

مسألة ترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية :

وبشأن موضوع الترسيم البحري بين إسرائيل ولبنان الذي يحاول مبعوث واشنطن عاموس هوكستين التوسط فيه، قال اللواء إبراهيم إن الولايات المتحدة تنتظر رد بيروت.

“قدم لنا عاموس اقتراحاً مكتوباً … أعتقد أنه يستحق الرد”. قال اللواء إبراهيم.

الحرب الاستخباراتية المفتوحة بين اسرائيل وإيران :

إقليمياً، رأى اللواء إبراهيم أن إيران وإسرائيل تخوضان “حرباً استخباراتية مفتوحة”، في ضوء اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإسلامي في طهران يوم الأحد الماضي، والضربة الإيرانية على منشأة تستخدمها إسرائيل في أربيل، بحسب ما ورد في مارس آذار الماضي.

ولدى سؤاله عما إذا كان حزب الله سينجر إلى أي رد، رأى اللواء إبراهيم ذلك غير مرجح.

وقال : “ليست لدينا مخاوف في هذه المرحلة من أن حزب الله سيرد من لبنان على العملية التي حدثت في إيران”.

والتقى اللواء إبراهيم خلال زيارته بمنسق الشرق الأوسط بريت ماكغورك وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية ومؤسسة الاستخبارات الأمريكية. كما أنه شارك في تجمع استضافته منظمة Hostage Aid Worldwide ، وهي منظمة مكرسة لتحرير الرهائن الأمريكيين.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *