كيف يتشكل القرار المهني؟

بقلم الدكتور محمد عفيف القرفان ــ ألوان نيوز

لحظة القرار يتشكل المصير :

يقول المفكر غازي القصيبي رحمه الله: “معرفة القرار الصحيح لا تعني القدرة على اتخاذه”، ويقول أنتوني روبنز: “في لحظة القرار يتشكل المصير”.

يتشكل قرار المستقبل المهني في لحظة مبكرة جداً قياساً للوقت الذي يحتاجه الإنسان حتى يصل إلى محطة “الوصول المهني”، وهي اللحظة التي تتبلور فيها الحالة المهنية بشكلها الأولي على أضعف تقدير.

https://www.youtube.com/watch?v=ip7rfLGdZw0
الدكتور محمد عفيف القرفان .

إنها اللحظة التي يقول فيها طالب الثانوية العامة بأنه يرغب بدراسة تخصص معين، علماً أنه يمكن أن يكون قد اتخذ قراره بوقت مبكر عن تلك اللحظة، ولكن تبقى لحظة القرار الأخير هي الحاسمة في تحديد المستقبل المهني بناء على دراسة تخصص بعينه.

تغيير الاختصاص وأسبابه :

عند بداية السنة الدراسية تظهر لدي كل سنة حالة واحدة على الأقل يكون فيها الطالب قد وصل إلى قناعة مفادها بأنه قد أخطأ في اتخاذ قرار التخصص الدراسي الجامعي الذي أمضى فيه سنة كاملة يصارع نفسه حول صواب ذلك القرار؛ وأنه قد “أضاع” سنة من عمره في دراسة تخصص لم يشعر بالانتماء إليه وأصبح غير قادر على الاستمرار فيه. وتوجد عدة أسباب تجعل بعض طلبة الجامعة يغيرون تخصصاتهم أثناء أو في نهاية السنة الدراسية الأولى،ولكن لماذا ؟؟ تعود ااتغيرات لعدة أسباب وهي:

  • لم يكن الطالب قادراً على تحديد ميوله واهتماماته
  • اتخذ القرار بشكل ارتجالي دون دراسة
  • أشار عليه أحد أفراد أسرته أو أحد أصدقاءه
  • لم يكن يعرف قدراته جيداً
  • لم يكن يملك المعلومات الكافية عن التخصص في بداية السنة الدراسية
  • يضاف إلى ذلك قلة الخبرة

أياً كان السبب، فالقرار لم يكن صائباً، وقد حان وقت التغيير، لتلافي هدراً جديداً في الوقت والمال، إلا أن الأمر يبدو غريباً إذا ما قرر الطالب تغيير تخصصه الدراسي للمرة الثالثة بعد أن درس سنة أخرى أو أقل في التخصص الجديد. هنا، يصبح الأمر جديراً بالتوقف عنده لأن هذا الطالب الجامعي يحتاج إلى إرشاد أكاديمي لمساعدته على التغلب على هذا التذبذب في اختيار التخصص الدراسي الجامعي الذي سينعكس على مستقبله المهني.

في أغلب الحالات المشابهة تكون لدى الطالب ميولاً غير أكاديمية، مثل الميول العملية أو الإبداعية أو الاجتماعية خصوصاً أن هذه الميول لم تجد توافقاً جيداً مع التخصص الذي قرر الطالب دراسته، إذ ليس من الحكمة أن يقرر الطالب دراسة تخصص علمي إذا كانت ميوله ليست علمية مثلاً. ولا شك أنه يوجد بعض الطلبة الذين يكملون التخصص الذي اختاروه حتى وإن لم يوافق ميولهم فقط لكي لا يخسروا سنة أو سنتين من أعمارهم الدراسية، ولكنهم يكتشفون فيما بعد بأن هذا التخصص لا يلبي الطموح المهني الذي يحلمون به، فينشأ هنا صراع غالباً ما يفضي إلى وضع شهادة التخصص الجامعي جانباً والبحث عن المسار المهني الذي يوافق رغباتهم.

ماهي اللحظة الحاسمة عند الطالب :

إن لحظة قرار التخصص الدراسي الجامعي لحظة حاسمة لأن الطالب سيعيش مع هذا القرار فترة زمنية لا تقل عن أربع سنوات دراسية، كما أن الأثر البعيد لهذا القرار هو محاولة التعايش مع تخصص مهني لا يلبي طموح الطالب المهني. ثم يزداد الأمر سوءاً إذا حصل تدخل غير مدروس من قبل ولي أمر الطالب يترتب عليه اتساع الفجوة بين قدرات الطالب الحقيقية وتوجهاته المهنية وبين قرار التخصص الدراسي الجامعي الذي تم اتخاذه قبل أن تكتمل الصورة لدى الطالب.

إقرأ أيضا ً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *