احتجاز مقاتلي وعوائل داعش شرق سورية

لا يمكن إغفال الخطر الذي تفاقم جراء الظروف اللاإنسانية التي تحتجز فيها ميليشيات قسد عشرات الآلاف في سجونها ومخيمات خاصة بالاعتقال من المنتسبين سابقاً لتنظيم داعش الإرهابي وعوائلهم، وما خلفت هذه الحالة من مساوئ ووضع مأساوي قد جعل هذه المخيمات من أخطر الأماكن للعيش، وتتواجد فيها مجموعات شبه منظمة من داعش جمعها الشعور بالظلم والانتقاص، وغياب العدالة.  

وقد اطلعنا على مجموعة من التقارير الصحفية التي سلطت الضوء على قصص حول خطر مخيمات الاحتجاز التي تديرها قسد.

محتجزات بريطانيات يعانين من الاستهداف

داعش

أوردت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية قصة بريطانية تعيش حاليا في مخيم روج مع ابنها الصغير. سافرت في وقت سابق إلى أراض تسيطر عليها داعش وأصيبت بشظايا في دماغها وعمودها الفقري خلال القتال الأخير ضد التنظيم المتشدد في الباغوز شرقي سورية في عام 2019.

واحتجزت المرأة، التي لم تذكر الصحيفة اسمها لأسباب قانونية، منذ ذلك الحين في معسكرات تحتجز مناصرات تنظيم داعش وهي تعتمد على ابنها الصغير للمساعدة في مهام يومية مثل جلب الطعام والماء.

ويقول الأطباء بحسب الصحيفة، أن حالتها الطبية غير المعالجة تعرضها لخطر الموت المفاجئ.

وأشارت السيدة إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، رش أحدهم البنزين على خيمتها وأشعل النيران فيها وكانت هي وابنها بالداخل.

 وقالت للصحيفة، وابنها يكشف عن شاحنته البلاستيكية المحترقة: “لا أعرف كيف نجونا”، بحسب التقرير المنشور في صنداي تلغراف

ويضم مخيم روج بحسب الكاتب، جميع النساء والأطفال البريطانيين تقريباً بعدما اعتقلتهم ميليشيات قسد أثناء القتال ضد تنظيم داعش.

وكان من المفترض أن يكون بديلاً أكثر أمانا بالمقارنة مع مخيم الهول الأكبر والأكثر خطورة.

وأضافت الصحيفة أن موجة حرق الخيام في مخيم روج خلال الشهرين الماضيين، تشير إلى أنه قد يصبح خطيرا مثل مخيم الهول الذي ينعدم فيه القانون وتنتشر جرائم القتل ويهيمن عليه أنصار تنظيم الدولة الإسلامية.

 وتعيش أكثر من 20 امرأة بريطانية في روج، وكانت الحكومة البريطانية قد جردت نحو 12 امرأة منهن من الجنسية البريطانية.

وأعادت الحكومة البريطانية سبعة أطفال بريطانيين على الأقل من بين 60 محتجزا في شمال شرق سورية.

لكنها قالت إنها لن تعيد النساء لأنهن يشكلن “تهديدا للأمن القومي” على حد وصفها.

ومن جهتها، قالت السيدة لصحيفة الصنداي تلغراف إنها “لم ترتكب أي خطأ بخلاف السفر إلى أراضي داعش مع زوجها وتريد أكثر من أي شيء السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة”.

وتابعت متحدثة بصعوبة بسبب شلل الجانب الأيمن من جسدها أن ابنها الصغير: “لم يفعل أي شيء ليستحق ذلك”.

مشيرة الى انه “يفعل أشياء لا ينبغي للأطفال في سنه القيام بها”.

بحسب ما أوردت صنداي تلغراف

126 جريمة في مخيم الهول منذ بداية هذا العام

شهد مخيم الهول شمال شرق الحسكة، الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” 126 جريمة، عبر أسلحة وأدوات حادة، وخنقاً، منذ بداية العام الجاري 2021، بحسب مصادر كردية مقربة من “قسد”. 

وقالت وكالة هاوار الكردية المقربة من “قسد”، إن 41 محاولة قتل، في المخيم أدت إلى إصابة المستهدفين، ووصلت فيه حالات حرق الخيم عمداً، إلى 13 خيمة، منذ بداية العام الجاري.

وأدت العمليات الأمنية في المخيم خلال ملاحقة بعض عناصر خلايا مرتزقة داعش إلى مقتل 3 مرتزقة، بعد اشتباكات مع القوى الأمنية التابعة لـ “قسد”، فيما أحبطت القوات الأمنية في المخيم، أكثر من 27 محاولة فرار، حاولت من خلالها نسوة داعش الفرار برفقة أطفالهن من المخيم، بحسب المصدر ذاته.

يعود تاريخ إنشاء مخيم الهول إلى منتصف تشرين الثاني عام 2015، حيث أصبح المخيم يستقبل النازحين السوريين، و في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2016 استقبل اللاجئين العراقيين بعد بدء معارك الموصل ضد “داعش”.

وتصدر المخيم المشهد، منذ شباط/فبراير عام 2019، مع بدء نقل أُسر مقاتلي داعش التي استسلمت لميليشيات قسد إلى المخيم، مع بدء القضاء على داعش جغرافيّاً في شمال وشرق سورية بعد ما تعرف بمعركة “الباغوز”

و يضم مخيم الهول، 57460 شخصاً، جلهم نساء وأطفال، ضمن 15603 أسرة، بين “عراقيين، سوريين، ونسوة وأطفال” ويبلغ عدد أطفال عناصر “داعش” 8555، ضمن 2529 أسرة، من 54 جنسية.

اعتقال عشرات الأطفال في مخيم الهول

ذكرت المصادر المعارضة، أمس، أن ما تسمى قوات «الأسايش» الذراع الأمني لميليشيات «قسد»، نفذت عمليات دهم في «مخيم الهول» بريف الحسكة الشرقي خلال الأيام الأربعة الماضية، اعتقلت خلالها نحو 43 طفلاً من قسم «المهاجرين» أغلبيتهم من دول «أوزبكستان وأندونيسيا وتركستان وبعض الجنسيات الأخرى»، من دون معرفة الأسباب، مشيرة إلى أنه لم يتم نقلهم إلى سجن «هوري» في القامشلي الخاص بالأطفال كما هو المعتاد

ويتخوف ناشطون من أنّ الميليشيات قد تقوم بتجنيد الأطفال في صفوفها بشكل غير رسمي، أو تشارك في صفقات لبيعهم كتلك الصفقات التي فضحت تورط الميليشيا في عمليات نقل غير مشروعة لأطفال من عوائل داعش إلى عدة دول ليست دولهم الأم.

كما أن جزءاً من الأطفال يتم إرساله إلى دولته الأم دون إعادة والديه، ما يعني أنّ الطفل سيعيش في أماكن مخصصة ربما للمشردين أو الأيتام، أو قد يتم عرضه للتبني من قبل عوائل أخرى

وهذه الممارسات تشكل عبئاً كبيراً على التشكيل النفسي لأهالي الأطفال وتزيد من حقدهم على المجتمع والعالم بشكل كامل، وتتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة في أماكن احتجازهم وخاصة في المخيمات.

وقد أشار محللون إلى مصادفة قد تشكل احتمالاً كبيراً لتحديد السبب الذي اعتقلت بسببه قسد هذا العدد من الأطفال، إذ قبل الاعتقالات بيوم واحد أوردت صحف موالية لنظام الأسد خبراً مفاده أن بشار الأسد يناقش مع وفد روسي طرق للتعامل مع أطفال مخيمات الاحتجاز من بقايا داعش وعوائلهم.

وهذه سابقة مخيفة إذ أنّ ميليشيات الأسد معروفة بتجنيدها للأطفال، واستغلالهم في تجارة الحشيش والمخدرات وارتكاب الجرائم المختلفة، ولعل الأسد وبتنسيق مع روسيا يفكر باستغلال دفعة من هؤلاء الأطفال بتواطؤ من قسد.

كما أنّه من غير اللائق بقسد كإدارة مسؤولة عن المخيمات أن تمارس سياسة الخطف والاعتقال بشكل عشوائي ودون إبداء أسباب مقنعة وأن تمارس سلطتها على الأطفال الصغار والنساء، بقوة السلاح وقوة الاحتجاز والأمر الواقع الذي يفرض على المحتجزين الخضوع لجميع الأوامر الصادرة عن قسد مهما كانت ظالمة لهم.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *