هل أمن روسيا القومي متعلق بسلامة قسد

بقلم العميد د. عبدالله الاسعد

العميد الدكتور عبدالله الأسعد

روسيا وقسد :

هل أمن روسيا القومي متعلق بسلامة قسد

كثرت التأويلات في الآونة الأخيرة حول شن تركيا هجومها على قسد أم لا ، وهل تستطيع تركيا أن تشن هجوم على قسد دون إذن من روسيا وأمريكا أم لا ، وماهي حسابات تركية  في الشمال السوري مع النظام ومع إيران ومع روسيا أو غيرها من القوى ، حيث ترى تركيا بأنها هي المعنية بهذه العملية لأن الخطر الإرهابي يهدد أمنها القومي دون غيرها لأنها الجارة الشمالية لسوريا ، والمتضرر الوحيد من عدم الاستقرار في سوريا ، هو الجيو بولتيك التركي وليس الروسي ، وكون حدودها الجنوبية مع سوريا تبلغ حوالي 940k.m .

رأي روسيا في العملية العسكرية التركية:

روسيا ترى أن أي عملية برية تركية من شأنها أن تغير الموقف الحالي الذي رتبته روسيا على مدى سبع سنوات وتضر بمصالح النفوذ الجغرافي التي رسختها روسيا على الأراضي السورية ، وتريد من الجيش التابع لنظام أسد أن ينتشر ويسيطر على كامل الاراضي  السورية ، وترى روسيا بان قسد الانفصالية هي من ضمن الميلشيات التي يجب أن تنضوي تحت راية  نظام أسد في الشمال الشرق من سوريا ، لأن الحفاظ عليها من الضرورات الروسية.

روسيا في سوريا:

فمنذ أن دخلت روسيا الحرب على سوريا قبل سبع سنوات كان الهدف من دخولها هي تعزيز التواجد في المياه الدافئة وجاءت الفرصة لروسيا على طبق من ذهب بالوصول والتمركز على ضفاف المتوسط والحصول على مكاسب جيوسياسية  برية وبحرية وجوية جعلت منها دولة ذات مطامع عالمية على المستوى الإستراتيجي  منها خروجها من قمقم الإتفاقية التي وقعتها مع أمريكا فعلياً بعد البير ويستركا السوفياتية  بخصوص نشر الأسلحة الصاروخية للقوتين اللتين عاصرتا عهدا طويلاً من الحرب الباردة، فأصبحت روسيا  في سوريا تمتلك منظومة صاروخية متطورة نوع S400  التي تضاهي الباتريوت في بعض ميزاتها التعبوية موجودة في منطقة البحر المتوسط في قاعدة حميميم تستطيع كشف الخاصرة الجنوبية للناتو وأحد قواعدها المهمة والتي من بعدها تمددت روسيا بسلاحها الجوي ودفاعها الجوي الصاروخي لتتمركز في المنطقة الشرقية وبهذا يصبح سطعها الراداري شامل القواعد العسكرية الأمريكية من العراق وصولاً الى أخر قاعدة موجودة في الداخل السوري.

روسيا تعلم بان لعبة دعم تنظيم “بي كي كي” وامتداداتها تكمن وراءها  حجة  مكافحة داعش وروسيا  داخلة ضمن اللعبة التي من شأنها دعم الإقليم الإنفصالي التي تسعى قسد الذراع السوري الارهابي  لــــ pkk  لانشاءه في المنطقة.

كذبة داعش:

روسيا تعلم وأمريكا بأن مشروع مكافحة داعش كذبة يجب ان يصدقها العالم ووجود قسد في الشمال السوري  لايقدم  ولايؤخر  لامن قريب ولا من بعيد بقاء  داعش في المنطقة وبالأساس  قتال داعش الحقيقي تم من قبل القوات التركية والجيش الوطني في منطقة الباب بالعملية المشتركة بين الجيش التركي والجيش الوطني ، مالم يحدث أي وقت من الاوقات أن شنت داعش هجوم على قسد أو ملشيا ايران بل كانوا يقاتلون جنبا الى جنب ضد الجيش الحر في الشمال السوري.

لم يعد الدور الروسي الميداني ولا السياسي  مقبولاً الى حد بعيد  في الملف السوري وغير فاعل بعد الحرب الروسية الاوكرانية ولم يعد لها القدرة على فرض شروطها بوجود القواعد الأمريكية في المنطقة الشرقية من سورية بسبب الإصطفاف الجديد في المنطقة وخاصة بعد ما ظهرمن الإصطفاف الروسي الإيراني في الضفة المعادية لأمريكا.

روسيا اليوم وبعد الإنكسارات والهزائم المتوالية في أوكرانيا  تكون قد خسرت الرهان على احتلال اوكرانيا التي  تشكل بالنسبة لروسيا  بعداً جيوسياسياً هاماً ومنفذاً على البحر والبر لما تشكله أوكرانيا من إمتداد لأوروبا الشرقية ، فهي الأن حريصة على التمسك بالأراضي السورية أكثر من أي وقت سابق من أجل ان تفرض نفسها بالحفاظ على الدولة السورية واللعب بالورقة السورية .   

بعد سيطرة روسيا على ضفة شرق المتوسط في ظل غياب البعد الاستراتيجي الامريكي وإخفاقه في القضية السورية من خلال حشر نفسه في شرق سوريا غير مبالي بأمن الناتو الذي اصبح مكشوفاًمن المنظومة الصاروخية الروسية الـــ  S400 التي حققت السطع الرادار الحقيقي للحلف بأكمله من خلال تمركزها بقاعدة حميميم والتمدد لاحقاً الى مطار القامشلي الذي يعطيها قوة استطلاعية لم تكن تحلم بها روسيا من قبل وخاص انها اللاعب الاول على الارض السورية والذي تتحكم بمعظم القوات البرية الموجودة على الارض وتقود غرف عمليات كافة الملشيات من قسد الى الحشد ،وتتحكم بأعمالها على الارض من خلال غرفة العمليات المركزية المتواجدة في حميميم .

في الختام :

لاشك بأن مصالح قسد وروسيا متلازمتان من حيث الإيدلوجية وخاصة قسد الذراع السوري لـــ pkk  فإن دخول روسيا إلى سوريا كان مشروطاً بأمرين أهمهما الحفاظ على نظام بشار الاسد الذي يضمن أمن اسرائيل والامر الأخر هو الحفاظ على قسد و بقاء ها كمليشيا حليفة للأسد وعدو تاريخي لتركيا ، وضمان التعاون في تدريبها وتسهيل دخول وخروج الفرق التي تقوم بتدريب قسد في المنطقة الشرقة والإشراف على تنظيم التعاون بين قسد وملشيا أسد وتبديل المناويات في المناطق المتداخلة بين قسد وأسد. 

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *