نشاطات متزايدة لداعش شرقي سورية…

بعد 3 سنوات من انتهاء الكيان العسكري  والأمني الذذي أسسه تنظيم داعش في سورية والعراق لا زال  هذ التنظيم إلى اليوم يتحرك بشكل ملفت للنظر، بل وتزايدت نشاطاته مؤخراً وبدأ بتنفيذ عمليات انتقامية من الميليشيات المتواجدة هناك، سواءً ميليشيات قسد أو الأسد ، كما طالت العمليات التي نفذتها خلايا ومجموعات لداعش عدة أهداف مهمة.

هجمات لداعش ضد أهداف متعددة في دير الزور

داعش في سوريا

هاجمت خلايا تنظيم “داعش” متعهد آبار نفطية شرقي دير الزور لرفضه دفع “الزكاة”  إلى عناصر التنظيم وذلك في يوم الأحد 19 حزيران/يونيو.

كذلك في عملية أخرى فقد أطلق مسلحون من التنظيم يستقلون دراجة نارية، قذيفة من نوع “أر بي جي”، عقبها إطلاق نار من أسلحة رشاشة على منزل المدعو “عمر العراقي” في بلدة “البصيرة”  شرقي دير الزور

وفي سياق متصل، نفذت قوات التحالف عملية إنزال جوي استهدفت منزلا في قرية الحجنة شمال شرق دير الزور واعتقلت أحد الأشخاص، ضمن سلسلة من الحملات الأمنية لاحتواء النشاطات المتزايدة للتنظيم الإرهابي.

ما يمكن الحديث عنه في هذا الخصوص أنّ  تنظيم داعش اليوم يمتلك بنكاً من الأهداف في مناطق سيطرة قسد بسبب كبر المساحة الجغرافية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى ضعف الكفاءة المخابراتية والأمنية لدى تشكيلات قسد التي تعتبر حديثة النشوء مقارنة مع تنظيم أغلب قادته والمؤثرين فيه شاركوا بعمليات عسكرية في أفغانستان والعراق من قبل، وخاضوا تجربة القتال في الصحراء العراقية لخمس سنوات بين 2006 و 2011.

لذلك لا بد من الإشارة إلى أنّ عدم التكافؤ ما بين خلايا داعش المدربة على الهجمات الخاطفة وبين أجهزة قسد الضعيفة والتي أكلها الفساد والمحسوبيات والسرقات، ولا بد من توقع المزيد من  النشاطات لداعش هناك.

عملية نوعية لداعش ضد ميليشات الأسد جنوبي الرقة

داعش

قتل 15 عنصراً من ميليشيات الأسد على الأقل قبل أيام، جراء هجوم استهدف حافلة في شمال سورية، حسب ما أوردت عدة مصادر إعلامية متابعة

حيث قامت مجموعة من داعش بإيقاف باص كان ينقل عدداً من الجنود التابعين لميليشيات الأسد بالقرب من الريف الجنوبي لمدينة الرقة، على الطريق الذي يربط مدينة الرقة التي كانت من أبرز معاقل تنظيم “داعش” خلال سيطرته على مساحات واسعة في العراق وسورية، والخاضعة حاليا لسيطرة ميليشيات قسد، بمدينة حمص في وسط البلاد الخاضعة لسيطرة ميليشيات الأسد، فيما تبدو أنها عملية تبديل للعسكريين والعناصر هناك.

وقد تنفيذ العملية في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين 20/ حزيران بين السادسة والسادسة والنصف صباحاً، وقد أعلنت معرفات على منصات التواصل الاجتماعي تتبع للتنظيم المتطرف مسؤوليتها عن الحادثة.

في الوقت نفسه رفض إعلام الأسد الأخبار التي تحدثت عن الاستهداف وجه إلى باص مبيت عسكري تابع لميليشيات الأسد، وتحدث الإعلام الأسدي عن رواية خاصة به اعتبر فيها أنّ الحافلة مدنية، مع أنه نعى مقتل 11 عنصراً عسكرياً في الحادثة نفسها  ما أثار موجة من السخرية من تعامل إعلام الأسد مع تهديدات داعش، واعتبار الكذب والمراوغة الإعلامية خطة كافية لصد هذه التهديدات.

طبيعة النشاطات الجديدة لداعش

يتفق متابعون مهتمون بدراسة الوضع الأمني والعسكري في سورية على أن “العمليات ضد قسد تقف وراءها عدة جهات، ولكل جهة أهدافها الخاصة ويقع في مقدمة هذه الجهات بقايا خلايا تنظيم داعش، الذي يعلن عن بعض تلك العمليات، عبر بيانات تنشر على المنصات المقربة منه، فيما لا يتبنى مسؤولية عمليات أخرى، لتداعياتها الخطيرة عليه، وخوفا من تعرضه للثأر من جهات محلية.

ويهدف التنظيم، من وراء تلك العمليات، إلى إثبات وجوده، وأنه لا يزال فاعلاً، ويشكل قوة حقيقية على الأرض وأن قوات سورية الديمقراطية “قسد” ما هي إلا حالة عابرة، ووجودها مؤقت، والسيطرة النهائية ستكون لداعش.

 كما يهدف إلى زرع الرعب والخوف في نفوس الأشخاص العاملين في صفوف “قسد” والإدارة الذاتية، وكذلك المتعاونين معها استخباراتياً.

إن بادية المسرب “التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة دير الزور بنحو 30 كيلومتراً وتُنسب لقرية تحمل ذات الاسم”. وأشار إلى أن “هذه البادية مرتبطة جغرافياً بجبل البشري الذي يضم خلايا للتنظيم”.

وعن الأسباب التي تحول دون القضاء على تنظيم “داعش” في سورية على الرغم من الحملات والقصف الجوي، هناك جملة من الأسباب ولعل أبرزها “تنظيم داعش هو مبرر وجود جهات منخرطة في الصراع السوري، وإذا طوي هذا الملف تفقد هذا المبرر، لأنها دخلت سورية تحت يافطة محاربة الإرهاب”.

كما أن القضاء على التنظيم في المساحات المفتوحة مثل البادية السورية صعب،  لاسيما أنّ داعش لديه القدرة على التخفي والتحصين، كما أن التنظيم لم يصل إلى درجة كبيرة من الوهن ولديه خلايا ومجموعات تتحرك وتشن عمليات وتستهدف مصالح لعدة أطراف.

في حقيقة الأمر إنّ ملف تنظيم داعش لن ينتهي إلا على يد السوريين أنفسهم فهم أصحاب المصلحة الحقيقية في القضاء على كل التنظيمات العابرة للحدود، وليس على يد تنظيمات إرهابية خارجية لا تختلف كثيراً عن داعش.

تحركات داعش تؤكد فشل الأسد وقسد في إنهاء خطره

إنّ الأنباء الواردة عن التهديدات المتكررة التي يقوم بها داعش تؤكد فيما لا يدع مجالاً للشك أن الأطراف المحلية التي  ترفع شعار محاربة داعش ما  هي إلا جهات ضعيفة غير قادرة على تحقيق تقدم واضح في طريق القضاء على الإرهاب.

وفيما يلي بعض الأسباب لفشل كل من ميليشيات الأسد وميليشيات قسد:

  • الرقعة الجغرافية الواسعة التي تنشط فيها خلايا داعش، وصعوبة ضبطها بسبب طبيعتها الصحراية ووجود جبال وعرة لا يمكن تمشيطها عسكرياً
  • أغلب عمليات داعش تتم في الليل، أو في ساعات مبكرة فجراً، ما يصعب فرص مكافحة التنظيم في هذه المنطقة
  • قلة الكفاءات العسكرية في الجهات المعنية بمحاربة داعش، واعتماد كل من قسد والأسد على المجندين الإلزاميين من الشباب قليلي الخبرة العسكرية
  • استفادة الكثير من الأطراف  من وجود داعش، حيث أنّ مصيرها مرتبط إلى حد كبير بوجود التنظيم وفكرة محاربته.
  • اقتصار 90% من عمليات داعش على  أشخاص وعناصر عاديين ما يجعل الجهات المسؤولة هناك غير جادة بكف يد داعش لأنها لم تشكل خطراً حقيقياً يهدد قيادات بارزة في الميليشيات العاملة هناك
  • كذلك الأمر إن عدم حفاظ داعش على منطقة جغرافية ثابتة يجعل من التصدي لخلاياه أمراً بالغ الصعوبة.

هل هناك جهات قادرة على محاربة داعش

داعش

نعم بكل تأكيد هناك الكثير من الأطراف التي تتوق إلى مقاتلة داعش والانتقام منها وإزالة خطرها بشكل تام، ومن أمثلة هذه الجهات: المعارضة السورية “الجيش الوطني السوري”

يعتبر الجيش الوطني عدواً قديماً لداعش ويمتلك عقيدة قتالية تقوم على عدم السماح بتشكيل كيان لهذا التنظيم المتطرف

وينظم الجيش الوطني السوري في مناطق سيطرته شمال سورية عمليات وحملات واسعة لكشف خلايا التنظيم هناك، ومنعه من استخدام أراضي شمال سورية المحررة لتنفيذ عمليات عسكرية  أو هجمات إرهابية.

إلى حد ما هناك خبرات كثيرة استفادتها فصائل الجيش الوطني في معسكرات تدريبية تحت إشراف الجيش التركي، وكذلك للمخابرات التركية وخبرتها الواسعة في ملاحقة التنظيمات الإرهابية دور كبير في تأهيل الأجهزة الأمنية التابعة للمعارضة السورية.

لقد رصدنا في هذا التقرير مجموعة من النشاطات العسكرية التي قامت بها خلايا تابعة لتنظيم داعش والتي كشف النقاب عن ضعف كل من ميليشيات قسد وميليشيات الأسد وعدم قدرتهما على ضبط مساحات جغرافية واسعة ينشط فيها التنظيم ويمارس فيها عملياته وتهديداته، وسلطنا الضوء على خطورة الوضع في تلك المنطقة مع المخاوف من تزايد خطر هذا التنظيم.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *