مشكلة ليست وليدة بل تليدة

  • بقلم الدكتور سعد النزيلي ـــ الوان نيوز
  • 1-مشكلة ردّ الاجتهاد.
  • 2-مشكلة عدم الأخذ بالنّص، لمخالفة فهم وعمل فلان.

▪ من المشكلات العصرية، والتي يعاني منها كثير من المتخصصين، ومن لديهم إلمام بعلوم الآلة، عند ذكر اجتهادهم، ووضع آراءهم، أنهم يواجهون أناسا؛ لديهم قصور في الفهم، أو جمود في التفكير، أو من عادتهم مصادرة أي اجتهاد، وليس لديهم استعداد لسماع أي رأي أو اجتهاد عصري، وقد يخالط ذلك شيء من هوى النفس، ويتحججون دائماً عند عدم العلم بقولهم: من قال بذلك؟!

الاجتهاد في الاسلام

حتى إن اكثاره من ذلك، تجد فيه نوعا من التكلف والتعنّت.

ومن العجيب إن سألته، هل الاجتهاد انقطع؟

سيجيبك مباشرة، لا. بل باب الاجتهاد بابه مفتوح إلى يوم القيامة!

وربما أحياناً لأجل أن يصادر اجتهاداً لغيره، يذكر قول الإمام أحمد: إياك أن تتكلم في المسألة وليس لك فيها إمام!

 وكأنه نصّ ووحي، مع أن هذا اجتهاد من الإمام أحمد، وأهمل الأخذ بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-«إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر». قال ابن القيم (وهذا يعم ما اجتهد فيه مما لم يعرف فيه قول من قبله، وما عرف فيه أقوالا واجتهد في الصواب منها، وعلى هذا درج السلف والخلف، والحاجة داعية إلى ذلك لكثرة الوقائع واختلاف الحوادث، ومن له مباشرة لفتاوى الناس يعلم أن المنقول، وإن اتسع غاية الاتساع فإنه لا يفي بوقائع العالم جميعا، وأنت إذا تأملت الوقائع رأيت مسائل كثيرة واقعة وهي غير منقولة، ولا يعرف فيها كلام لأئمة المذاهب، ولا لأتباعهم). إعلام الموقعين (4/204).

فالذي تراه يقول باب الاجتهاد مفتوح، وعند التطبيق العملي يغلقه، ويشنّع على قائله، هذا أعدّه من التناقض النفسي لا العلمي.

▪ وأعجب من ذلك وهي المشكلة الثانية، أنك أحياناً تذكر نصاً بينا صريحا محكما في المسألة، فيقول هذا المعترض مَنْ فهم من هذا النصّ هذا الفهم؟!

أو يقول أريد نصاً عن إمام يقول بذلك!

أو أن الإمام والعالم الفلاني قال بخلاف قولك، وهذه والله إنها لفاقرة، وآبدة الدهر، ورزية ما بعدها رزية.

  وقد مرّ حادثة من هذا النوع، في زمن صحابة النبي-صلى اله عليه وسلم- مع حرصهم على الاتباع وإصلاح أنفسهم، وعالجها حبر الأمّة وترجمان القرآن ابن عباس-رضي الله عنه- وإليك القصّة.

فعن ابن أبي مليكة، قال: قال عروة لابن عباس: حتى متى تضل الناس يا ابن عباس؟

قال ما ذاك يا عرية؟

 قال: تأمرنا بالعمرة في أشهر الحج، وقد نهى أبو بكر وعمر.

 فقال ابن عباس: «قد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم»

فقال عروة: «هما كانا أتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم به منك» رواه أحمد (2277) بإسناد صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *