المنشقون

  • بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز

الإعلام والمنشقون :

من سوء حظ المنشقين أنهم لا يتمتعون أبداً بالإعلام الجيد، فخلال الحرب العالمية الثانية تشير التقديرات إلى وجود حوالي 100 ألف منشق، في الوقت الذي صورتهم أفلام ذاك الزمن على أنهم جبناء وأنانيون، ففي كل الحروب هناك منشقون لاسيما في الحروب العدوانية وغير العادلة.

في حرب فيتنام بين يوليو تموز 1966 ونهاية عام 1973، رفض نصف مليون شاب أمريكي التجنيد العسكري وهاجروا إلى كندا، وللسويد تاريخ طويل في الترحيب بالفارين من النزاعات من جميع أنحاء العالم.

أسر جنود روس في اوكرانيا

وفي زمن الثورة السورية على نظام الأسد، رفض مئات ألوف السوريين خدمة العلم وانشق عشرات آلاف الضباط والجنود. أما اليوم فكثر الحديث مؤخراً عن فرار وانشقاق الكثير من الجنود الروس الذين أرسلهم بوتين للقتال في أوكرانيا، والكثير منهم صغار السن وغير مجهزين أو مدربين التدريب الكافي، فضلاً عن تعرضهم لمعاملة قاسية من قبل رفاقهم الأكبر سناً والأعلى رتبة.

أصوات الجنود الروس المنشقين:

وفي تحقيق صحفي قامت به صحيفة النيويورك تايمز عبر تسجيلات محادثاتٍ صوتية بين الجنود الروس في أوكرانيا وتحليلها، فغالبية الأصوات التي تم الاستماع إليها هي أصوات جنود يملأهم الضيق والتبرم والخوف. حتى أن أحدهم كان يسأل عن “حلول مؤقتة” ليدخل عليه عبر الراديو جندي أوكراني يصرخ في وجهه “اذهب إلى منزلك, ومن الأفضل لك أن تكون هارباً من الجحيم.

من الصعب تحديد عدد الجنود الروس المنشقين، والمصادر الروسية تقلل من شأن المصادر الأوكرانية وتعتبرها مبالغة في أرقامها.

ولكن تقارير صحفية أخرى تؤكد بعد اتصالها بعائلات بعض الجنود الروس المفقودين، وبعد أسابيع من البحث فإن حالات الفرار تزداد، وفي المقابل استقال عدد من الجنود المتعاقدين، وتكتب صحيفة سكافو الإيطالية أن جندياً روسياً ذكر لهم : “كنا في بيلاروسيا، وقيل لنا إنه مجرد تدريب مثل أي تدريب عسكري آخر، لقد كذبوا علينا، فقد اعتدت القدوم لأوكرانيا خلال فترات إجازاتي لزيارة الأقارب، والآن يطلبون مني قتلهم.”

كلمات اغنية المنشقين :

غنى بوريس فيان المغني الفرنسي الشهير أجمل أغانيه وهي المنشق الديزيرتور ليقول : “أنا لم أعد هنا، أيها الرئيس العزيز، لأقتل أناساً مثلي إلى حد ما” وليتابع في كلماته : “لذا إن كنت لاتزال تحتاج للدم بأي ثمن، فاذهب وقدمه لنفسك إذا كان هذا يسليك، وأخبر شعبك إن بحثوا عني، بأنه يمكنهم إطلاق النار علي، فأنا لا أملك أسلحة”.

إقرأ المزيد :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *