هدية جو بايدن غير المقصودة للدعاية الروسية

  • بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز

الصحافة الفرنسية :

كتب بيير هاسكي الصحفي الفرنسي في فرانس انترناسيونال أنه لا ينبغي على الرئيس أبدا أن ينطق مثل هذه العبارات. في مناسبتين، أثناء زيارته لبولندا، إذ نطق جو بايدن بكلمات تعبر بالتأكيد عن أفكاره، لكنها لا تساعد على الإطلاق في السياق المتفجر للحرب في أوكرانيا. ووصف بايدن فلاديمير بوتين بأنه “جزار”، قبل أن يضيف جملة لم ترد في نص خطابه : “بالله لا يستطيع هذا الرجل البقاء في السلطة!”.

بايدن يصف بوتين انه جزار

وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن موقفه بزعمه أن الرئيس لم يقل ما قاله بلا شك، وهو أنه يود تغيير النظام في موسكو. عبارات بايدن هي هدية للدعاية الروسية، التي كررت لأكثر من عقد الاتهام بأن الولايات المتحدة ترغب في فرض تغيير النظام في روسيا وأن الأوكرانيين سيكونون أداة هذه المناورة.

من الواضح أن نزول بايدن مرتين تبدو كخطوتين، لأنه منذ بداية الحرب، في 24 فبراير شباط، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها عدم الظهور بمظهر “المتحارب” ضد روسيا وعدم الانجرار إلى صراع كان بايدن نفسه يؤكد المخاوف من أنها قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة.

التباعد
ليس هناك شك في أن الجمل المخالفة تعبر عن التفكير الحقيقي لبايدن والعديد من الأشخاص الذين يراقبون صور الكارثة في أوكرانيا وملايين اللاجئين. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون خروج بوتين هدفاً للاستراتيجية الغربية، خاصة إذا كان الغرب، كما تنص الصيغة المكرسة الآن، يريد “كسب هذه الحرب دون خوضها”.

لا يمكن الإطاحة ببوتين إلا من قبل الشعب الروسي، أو على الأرجح جزء من الجهاز السياسي العسكري، وكلاهما لا يملك الغربيون أي سيطرة عليهما. إن الدعوة إلى إقالة بوتين، من بين أمور أخرى، لها تأثير معاكس في سياق السيطرة الكاملة على المعلومات في روسيا.

في 27 مارس آذار، بذل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهوداً كبيرة لإبعاد نفسه عن تعبير الرحيل لدى بايدن، مؤكداً أنه لن يستخدم هذا النوع من التعبير. بهذه الطريقة، أراد ماكرون أيضاً حماية دوره كمحاور غربي مميز لبوتين، على الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها ذلك.

يخدم الحوار مع بوتين قبل كل شيء إبقاء قناة مفتوحة للنقاش، حتى في حالة عدم وجود نتائج، على أمل أن يكون بوتين يوماً ما مستعداً للمناقشة حقاً. يتصرف ماكرون بدعم من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يطلب بشكل عملي لقاء زميله الروسي، وهو اقتراح تم رفضه حتى الآن.

في كل هذا، يجب على ماكرون الاتصال ببوتين في الساعات القليلة المقبلة لتنظيم الإخلاء الإنساني لمدينة ماريوبول الشهيدة في جنوب أوكرانيا.

التحريض الذي أثارته كلمات بايدن له أهمية خاصة في اللحظة التي نجد أنفسنا فيها تحت ضغط عاطفي وسياسي لحرب لم يتوقعها أحد. الكل يريد أن يرتقي إلى مستوى البطولة التي أظهرها الأوكرانيون، الذين تمكنوا من إفشال خطط بوتين. وليس بالكلمات فقط.

إقرأ المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *