عبد الله بن رواحة هو الخزرجي الأنصاري

من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد الأمراء في غزوة مؤتة

لقي ربه شهيدًا بالشام في السنة الثامنة من الهجرة

عبد الله بن رواحة مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟

https://www.youtube.com/watch?v=M-zt7RF4mRQ
عبد الله بن رواحة

هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، عظيم القدر في قومه، سيد في الجاهلية، ليس في طبقته أسود منه، وكان في الإسلام عظيم القدر والمكانة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولد سيدنا عبد الله بن رواحة بالمدينة، وعاش بها إلى أن وافته المنية في غزوة مؤتة بأرض بلقاء بالشام.

لما بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- في سرية إلى يسير بن رزام اليهودي، وأراد أن يأخذ سيف سيدنا عبد الله بن رواحه؛ ليقتله به، ففطن له سيدنا عبد الله بن رواحه فعاجله بقطع قدمه.

ولما رأى المسلمون كثرة الروم يوم مؤتة؛ أرادوا أن يبعثوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فوقف فيهم سيدنا عبد الله بن رواحه يبث فيهم الأمل، ويرفع معنوياتهم، فقال -كما ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية)-: (يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون (الشهادة)، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة).

كان -رضي الله عنه- ممن شهد العقبة، وكان نقيبًا فيها، وشهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والمشاهد كلَّها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا الفتح وما بعده، فإنه كان قد قُتِل قبله، وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة.

 غزوة مؤتة:

عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بَعثَهُ إلى مؤتة في جمادَى الأولى من سنة ثمانٍ، واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فتجهز الناس، ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف.

فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، ومائة ألف من المستعربة، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم..

وقالوا: نكتب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجع الناسَ عبدُ الله بنُ رواحة، وقال: يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون (الشهادة)، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة، فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس، حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها.

عبد الله بن رواحة

ثم التقى الناس فاقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى شاط في رماح القوم، ثم أخذها جعفر فقاتل القوم حتى قُتِل، فلما قُتِل جعفر أخذ عبدُ الله بنُ رواحة الرايةَ، ثم تقدَّم بها وهو يقول:

يَا نَفْسُ إِنْ لَا تُقْتَلِي تَمُوتِي

هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ

إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ

يريد صاحبيه (زيدًا وجعفرًا)، ثم أخذ سيفه، ثم تقدم فقاتل حتى لقي ربه شهيدًا في غزوة مؤتة بأرض بلقاء بالشام في السنة الثامنة من الهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.

قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تُبَاهَى بِهَا الْمَلاَئِكَةُ».

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *