حكيم بن حزام – رضي الله عنه  

حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي الأسدي بن أخي خديجة زوج النبيِّ ﷺ.  

حكيم بن حزام – رضي الله عنه  

وُلِدَ في جوف الكعبة:


كم يفتخر الإنسان ببلدته التي وُلِدَ فيها! وكم يحبُّها! فكيف بمن وُلِدَ بمكة، بل داخل الكعبة؟!
قال ابن حبان في ترجمة حكيم بن حزام: (كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، دخلت أُمُّه الكعبة، فمخضت فيه، فولدت حكيم بن حزام في جوف الكعبة).


 حكيم من سادات قريش ونبلائهم:


كان حكيم بن حزام من سادات قريش.  
قال حكيم: يا رسول الله أرأيت أمورًا كنتُ أتحنَّث [أي: أتعبَّد] بها في الجاهليَّة من صدَقَة أو عتاقة، أو صِلة رحم، أفيها أجرٌ؟
فقال رسول الله ﷺ: «أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير».


 مُؤدِّب السُّفهاء:


قال النبيُّ ﷺ: «خيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا». متفق عليه.
وكان حكيم من خيار العرب في الجاهليَّة، فكان قبل البعثة قائمًا على سفهاء قريش يردعهم ويُؤدِّبهم باتفاق من قريش على ذلك، قال الشاعر:

أُطَوِّف بالأباطح كلَّ يوم
           مخافة أن يُؤدِّبني حكيم


 من التَّوفيق: انتقاء الصَّديق:


كان حكيم بن حزام من سادات قريش، وكان صديقَ النبيِّ ﷺ قبل المبعث، وكان يودُّه ويحبُّه بعد البعثة، ولكنه تأخَّر إسلامه حتى أسلم عام الفتح.
وصدق مَن قال:
عن المرء لا تسأل وسَلْ عن قرينه
                            فكلُّ قرين بالمُقارَن يقتدي



 تأخر إسلامه بسبب التَّقليد الأعمى:


بكى حكيم بن حزام، فسُئِل عن ذلك، فقال: (خصال كلُّها أبكاني: أمَّا أولها: فبطء إسلامي حتى سُبِقت في مواطن صالحة، وذلك أني أنظر إلى بقايا من قريش لهم أسنان متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهليَّة، فأقتدي بهم، ويا ليتني لم أقتدِ بهم، فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا وكبرائنا).


 تعفُّفه عن سؤال النَّاس:


سأل حكيمٌ النبيَّ ﷺ فأعطاه، ثم قال له: «إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمَن أخذه بسخاوة نفس بُورِك له فيه، ومَن أخذه بإشراف نفس لم يُبارَك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع».
قال حكيم: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقِّ لا أرزأ [أي: لا أسأل] أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدُّنيا.  


 حزم حكيم بن حزام في التِّجارة:


كان حكيم تاجرًا حازمًا لا يخاطر بماله، فعن حكيم بن حزام (أنَّه كان يدفع المال مقارضة [أي: مضاربة] إلى الرَّجل، ويشترط عليه ألَّا يمرَّ به بطن واد، ولا يبتاع به حيوانًا، ولا يحمله في بحر، فإن فعل شيئًا من ذلك؛ فقد ضمن ذلك المال).  


 حُسن تدبير حكيم:


أتى مسكين إلى حكيم وهو في المسجد، فانطلق به إلى أهله، فمرَّ بقطعة كساء فأخذها، فقال الرجل في نفسه: وما أرى عند هذا خيرًا؟
فلما دخل داره رأى غلمانًا له يعملون أجِلَّة الإبل فرمى بها إليهم، فقال: استعينوا بهذه في بعض ما تعالجون، ثم أمر للمسكين براحلة وزاد.


 صَدَقاته الوفيرة:


جاء الإسلام وفي يد حكيم الرِّفادة، ودار النَّدوة بيده، فباعها لمعاوية بمائة ألف درهم، فقال له عبد الله بن الزبير: بعتَ مَكْرُمَةَ قريش.
فقال حكيم: ذهبتِ المكارم إلا التَّقوى، يا ابن أخي، إني اشتريتُ بها دارًا في الجنَّة، أُشْهِدُ أني قد جعلتُها في سبيل الله.


 عتقه الرِّقاب ابتغاء وجه الله:


كان حكيم بن حزام -رضي الله عنه- يقف بعرفة، ومعه مائة بدنة مُقلَّدة، ومائة رقبة، فيعتق رقيقه، فيضج النَّاس بالبُكاء، والدُّعاء، ويقولون: (ربَّنا، هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك؛ فأعتقنا).

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *