أوكرانيا وازمة تصدير الحبوب ومخاوف من موت الملايين جوعاً

تؤرق أزمة الحبوب الأوكرانية دول العالم، وسط مخاوف من تأثيراتها على زيادة معدلات الجوع، خاصة في الدول المأزومة، إضافة إلى استمرار النقص في عدد من السلع في غالبية البلدان.

ويأتي ذلك مع ازدياد التشاؤم حول الاتفاق مع روسيا على توفير ممرات آمنة لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية. بسبب

أوكرانيا وأزمة تصدير الحبوب

وقال الكرملين الخميس إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وأبلغ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن العمل مستمر من أجل الوصول لاتفاق.

سيطرة روسيا على الساحل الاوكراني وتعطيل صادراتها :

سيطرت روسيا على أجزاء كبيرة من الساحل الأوكراني في الحرب المستمرة منذ نحو 15 أسبوعا، وتسيطر سفنها الحربية على البحر الأسود وبحر أزوف، مما يعطل صادرات أوكرانيا الزراعية ويدفع أسعار الحبوب للارتفاع.

وحذر لويجي دي مايو وزير الخارجية الإيطالي من حصار الموانئ الأوكرانية، وقال إن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لحلحلة الوضع، و”ننتظر مؤشرات واضحة وملموسة لأن عرقلة صادرات القمح يعني إبقاءها رهينة، وقد يتسبب بموت الملايين”.

كمية الحبوب التي يصدرها الاوكرانيين:

أوضحت البيانات أن هذه الكمية شملت 225 ألف طن من الذرة و17 ألف طن من القمح وتسعة آلاف طن من الشعير.
حيث اوكرانيا كانت تصدر ما يصل إلى ستة ملايين طن شهريا من الحبوب قبل الغزو الروسي لها يوم 24 فبراير/ شباط، والذي تصفه روسيا بأنه عملية عسكرية خاصة.

وتراجعت الكميات منذ ذلك الحين لنحو مليون طن بعد أن أُجبرت أوكرانيا، التي كانت عادة ما تصدر أغلب بضائعها عن طريق الموانئ البحرية، على نقل الحبوب بالقطارات إلى حدودها الغربية أو عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب.

معاناة الملايين من الجوع بسبب اغلاق الموانئ :

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الملايين قد يعانون من الجوع بسبب إغلاق روسيا للموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وحذر من أن العالم على شفا “أزمة غذاء مروعة”.

وتابع في بيان بثه التلفزيون أن “أوكرانيا غير قادرة” على تصدير القمح والذرة والنفط ومنتجات أخرى، و”قد يتضور ملايين الناس جوعا إذا استمر الحصار الروسي في البحر الأسود”.

إلا أن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، دعا اليوم أوكرانيا إلى التوقف عن المماطلة في تصدير الحبوب للخارج، مطالبا إياها بالتوقف عن مطالبة الغرب بإمدادها بالسلاح.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، إن محاولات تركيا إقناع أوكرانيا بضرورة التوقف عن المماطلة في تصدير الحبوب تعتبر أمرا إيجابيا للغاية، لافتا إلى أنه يأمل أن يدرك الأوكرانيون أنه “لا بديل عن حل هذه القضية على هذا الأساس لأنه مفهوم ومعقول وموضوعي”.

اعلان روسيا عن ممرات آمنة لتصدير الحبوب :

أكد لافروف أن بلاده أعلنت عن ممرات آمنة يمكن لأي سفينة تحمل حبوبا استخدامها دون أن تتعرض لأي تهديد، وممرات آمنة للسفن التي تنتظر في موانئ البحر الأسود، لكن شرط أن يقوم الأوكرانيون بإزالة الألغام من السواحل الخاضعة لسيطرتهم.
وكان وزير الخارجية الروسي قد قال أمس الأربعاء، عقب محادثات في أنقرة، إن موسكو ستنظر في كيفية ترجمة الاتفاقات الأولية بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا، التي نوقشت في تركيا، إلى أفعال عملية، موضحا أن “المشكلة الرئيسية هي أن كييف رفضت رفضا قاطعا حل مشكلة الألغام في الموانئ”.

ارتفاع تكاليف المعيشة :

تتهم أوكرانيا والغرب موسكو باستخدام إمدادات الغذاء كسلاح. وتقول روسيا إن الألغام الأوكرانية المزروعة في البحر والعقوبات الدولية المفروضة عليها هي السبب في تعطيل الصادرات.

ولفتت الأمم المتحدة في بيان الخميس إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا من بين الأزمات العالمية التي أدت إلى أكبر ارتفاع في تكاليف المعيشة منذ جيل كامل.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *