المرأة مقياس للتحضر والأخلاق

حث الإسلام بشكل كبير على رفع شأن المرأة، ووضح ذلك في عدة أحاديث وآيات قرآنية، ولا ننسى أنها كانت، وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك بعض الأحاديث التي كانت دلت على مكانة المرأة قبل وبعد الإسلام، سنذكر لكم إحداها.

حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

المرأة مقياس للتحضر والأخلاق

روى الإمامان البخاري ومسلم في حديث طويل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:”كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدِمنا المدينةَ وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم. فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم … فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني، فأنكرتُ أن تراجعني. فقالت ما تنكر أن أراجعك؟! فوالله إن أزواج النبي — صلى الله عليه وسلم– ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. فانطلقت فدخلت على حفصة (ابنته)، فقلت أتراجعين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت نعم. فقلتُ: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟! قالت نعم. قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله — صلى الله عليه وسلم– فإذا هى قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله — صلى الله عليه وسلم– ولا تسأليه شيئا، وسلينى ما بدا لك…”

على ماذا دل هذا الحديث؟

لقد دل هذا الحديث على أمور عديدة وكثيرة، أهمها:

– أن العلاقة الزوجية عند أهل مكة القرشيين، كانت قائمة على غلبة الرجال على النساء. فالكلمة للرجل، والشأن شأنه، والصوت صوته، ولا يوجد حق للمرأة، ولا رأي لها فيما يفعله.

– لكن الأمر عند أهل المدينة كان على مختلف، فالأنصار قوم تغلبهم نساؤهم رجالهم، فلهن شأن مرفوع، ولهن رأي مسموع، ولهن نفوذ مع أزواجهن. وهذا هو السلوك الذي وصفه عمر بأنه “أدب نساء الأنصار”، تميزت نساء الأنصار بشجاعتهن في السؤال عن أحكام دينهن، حتى في أدق المواضيع.

– أن النساء القرشيات المهاجرات إلى المدينة بدأن يتأثرن ويقتدين بنساء الأنصار، في ممارسة نوع من الغلبة أو المغالبة، وذلك بتدخلهن في الرأي والقرار والمعاملة.

– أن معاملة رسول الله وعلاقته بنسائه كانت على نحو ما عند الأنصار والأدب الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يسمح ويتحمل أن تناقشه أي واحدة من زوجاته وأن تراجعه في رأيه وتصرفه، وأن تهجره يوماً بطوله تعبيرًا عن غضبها.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *