اكتشاف ثوري يثبت احتواء حليب المرضع على خلايا جذعية

توصل مجموعة من العلماء و الباحثين في أستراليا إلى اكتشاف مفصلي في عالم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية مفاده: إثبات احتواء لبن الأم المرضع على خلايا جذعية، فما هي أهمية هذا الاكتشاف؟ و ما مدلولاته الإعجازية؟

اكتشاف ثوري يثبت احتواء حليب المرضع على خلايا جذعية

أين تكمن خصوصية الاكتشاف الأخير؟

تمثل الخلايا الجذعية نمط خلوي غير متخصص ينتهي بها السبيل في أحد الطرق الثلاثة: إما التخصص أو الانقسام أو التكاثر، و تدعى علمياً بنظام بناء و إصلاح و تجديد، فيما سبق اعتقد العلماء أن هذه الخلايا و تحديداً نوع “الخلايا الجذعية الجنينية” تستخرج من الحبل السري أو المشيمة أو من السقط أو من النخاع الشوكي..
لكن إثبات وجودها في حليب الأمهات بمثابة توكيد لمفهوم “نظام بناء و إصلاح و تجديد”، حيث تعمل هذه الخلايا التي يحصل عليها المولود في الأشهر الأولى من حليب والدته على صفات شكلية و نفسية ترافقه حتى مرحلة البلوغ، و تظهر لنا في هذه النقطة حقيقة واضحة حول تشابه الأخوات أو الأطفال الذين أرضعتهم أم واحدة من حيث الوظائف العضوية و التشريحية و النفسية، أي أن أطباعها و أخلاقها تنتقل إلى الرضيع سواءاً كانت أمه البيولوجية أم لا.

كيف يتم هضم الخلايا الجذعية لدى الرضيع؟!

من الناحية الجزيئية نجد أن الخلايا الجذعية كبيرة الحجم نسبياً كما الحال في البروتينات المناعية المضادة للأمراض، و يصعب على الجهاز الهضمي البشري هضمها و استقلابها بسهولة فما هو الوضع لدى الرضيع الذي يمتلك أجهزة حيوية أقل تعقيداً حتى؟
هناك إعجاز إلهي في هذا الجانب فقد جعل الله تعالى الحاجز المعوي الدموي لدى الرضيع مفتوح للسماح بعبور الجزيئات الضخمة، و يفتح فعلياً منذ لحظة الولادة بهدف الحصول على مادة “اللبأ” ذات الفوائد العظيمة.

الحكمة من إلحاق الرضاعة بدائرة القرابة

جاء في الحديث الشريف: ((يُحَرَّم من الرِضاع ما يُحَرَّم من النَسَب))، أي أن الرضيع سواء كان على صلة دم مع المرضعة أم لا فهو يُعامل كطفلها الذي ولدته من رحمها ويصبح أحد محارمها، فيجوز أن تظهر عليه كما تظهر على أبنائها و يُحرم أن يتزوج من أبنائها فهو بمثابة أخ لهم، وهنا جاءت حكمة الخالق عز وجل في توسيع دائرة القرابة و إلحاق الرضاع بها، و ورد في القرآن الكريم ذكر ذلك في (سورة النساء : الآية ٢٣) حيث قال الله تعالى: {{حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاتُكُم وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُختِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللّاتي أَرضَعنَكُم وَأَخَواتُكُم مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُم وَرَبائِبُكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم مِن نِسائِكُمُ اللّاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فَإِن لَم تَكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الَّذينَ مِن أَصلابِكُم وأَن تَجمَعوا بَينَ الأُختَينِ إِلّا ما قَد سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفورًا رَحيماً}}.
وفي الحقيقة لم تكن الحكمة من تحريم زواج الأبناء الذين اجتمعوا على مرضعة واحدة واضحة بشكل جليّ إلا بعد اكتشاف أمر الخلايا الجذعية، حيث تصبح الفتاة التي سيتزوجها ممن شاركته الرضاع كبعض أعضائه!!
ويأتي هنا ذكر أهمية الرضاعة الطبيعية التي لا تعوض عن الألبان الصناعية مهما بلغت جودتها، و لولا ذلك لم يكن العرب ليأخذوا أبنائهم إلى المرضعات في البادية ليقوموا بإرضاع أبنائهم في حال أصيب الوالدة بمكروه يمنعها من ذلك، و هذا أمر لا يمكن التساهل به إطلاقاً لكي لا تختلط الأنساب في نهاية المطاف.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *