حرب روسيا على أوكرانيا ننتظر سقوطهم فماذا يعني؟

بقلم الدكتور سعد النزيلي

حرب روسيا على أوكرانيا

حرب روسيا على أوكرانيا …تناول مجموعة من الكتّاب مقالات؛ عن الأحداث الجارية بين روسيا وأوروبا من زاوية معينة، ومضمونها لا تنتظروا سقوطهم، وإنما نحن معنيون بصعودنا، هذا مع كون ذلك صحيحا من جانب؛ إلا أنه غير صحيح من جانب آخر؛ ولا سيما إذا كان صعودنا مرهونا بسقوطهم، أو كلما حاولنا الصعود، صدّونا وأحالوا بيننا وبين صعودنا، ورشقونا بأحجار كبيرة على رؤوسنا، وأسقطونا من أعلى السلّم، وكلما بادرنا بصناعة شيء يحمي رؤوسنا، ويقينا أثناء الصعود، سلّطوا علينا أعداء وعملاء من بني جلدتنا، وقدّموا لهم جميع التسهيلات والضمانات، فسامونا سوء العذاب، وازدادوا من شدتهم ووطأتهم على المسلمين. فالمسلمون ليسوا عاجزين عن الصعود؛ ولكن هناك من يمنعهم، ومحيط بهم وبتحركاتهم. هنا في مثل هذه الحالة الحرجة، الانتظار هو نوع من أنواع الفرج، والصبر على الأذى، من أعظم الجهاد في سبيل الله، إنما النصر صبر ساعة، { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }، {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} {حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ}.فالصبر على الاستضعاف، ومحاولة البقاء، تجاه عدو محكم قبضته عليك من كل جانب، هذا يعدّ نصرا مبينا ومفتاح فرج للأمة، فيمنّ الله على المستضعفين، وتتدخل الرحمة الإلهية، وتعود لهم الحرية والحياة، قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.وسقوط قوى الشر، من فضل الله ورحمته {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، ولهذا لمّا هزمت فارس، وكانوا أشدّ كفرا وخبثا على الإسلام والمسلمين، فرح المؤمنون بذلك، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} ,

فالفرح بسقوط العدو، هو من الشماتة المحمودة، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: الشَّمَاتَةُ: الْفَرَحُ بِبَلِيَّةِ الْعَدُوِّ. اهـ

وهلاكهم ودمارهم؛ من نعم الله التي تشكر وتُذكر قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً}.
ومرت جنازة على النبي – صلى الله عليه وسلّم- فقال: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ.
فسأل عن ذلك، فقال في شأن المُسْتَرَاح منه، بأنه العبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.

حتى أهل الأهواء من المحاربين للمسلمين، يفرح الإنسان بهلاكهم، كما فرح علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- بهزيمة الخوارج، وسجد لله شكراً، عندما قُتل المخدَّج، واستدّل على شرعية قتالهم، بينما ظهر منه التألم والندم في القتال الذي جرى بينه وبين معاوية وعائشة، ولم يستدل على شرعية قتالهم؛ وإنما فعل ذلك اجتهادا.

فكيف إذا كان شرُّ هؤلاء وضررهم وخبثهم، أشدّ على الإسلام والمسلمين من أهل الأهواء، فالفرح بسقوطهم حق وجب، وفرض لازب.

إقرأ المزيد :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *