الحوار مع بوتين يهدد بتقسيم أوروبا القديمة وجديدة

بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز


عقدت قمة أوروبية استثنائية مخصصة لأوكرانيا في بروكسل في 30 مايو أيار. في رسالة الدعوة التي وجهها، كتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أن “وحدتنا كانت ثروتنا الأساسية” بعد الغزو الروسي قبل ثلاثة أشهر. وأضاف “ان هذا هو المبدأ الذي يوجهنا”.

على الرغم من هذه الكلمات الجميلة، إلا أن هناك توترات قوية بين الدول السبع والعشرين التي تهز القيادة التقليدية لفرنسا وألمانيا، مع سلسلة من الانتقادات لموقف البلدين من أوكرانيا، وقبل كل شيء الرغبة في الحفاظ على الحوار مع روسيا.

الحوار مع بوتين يهدد بتقسيم أوروبا القديمة وجديدة

في 28 مايو أيار، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، برفقة المستشار الألماني أولاف شولز، عبر الهاتف مع فلاديمير بوتين. نداءات ماكرون العبثية لا حصر لها الآن، ومرة ​​أخرى تظهر التقارير عدم وجود نتائج، مع تزايد عدم مرونة الرئيس الروسي وتهديده. وهكذا أصابت موجة من الاتهامات ماكرون وشولتز.

خندق مقلق :


يعتقد جزء من أوروبا، وخاصة الدول الشيوعية السابقة، أن الأولوية هي مساعدة أوكرانيا عسكرياً وليس البحث عن مخرج مشرف لبوتين. تلقي هذه الدول باللوم على ألمانيا لترددها كثيراً قبل قبول فكرة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، بينما تتهم فرنسا بإبقاء وهم التسوية المحتملة مع بوتين حياً.

الأمر لا يتعلق فقط بنقد الشبكات الاجتماعية. قال ماركو ميكلسون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في برلمان إستونيا، البلد الذي أرسلت فرنسا فيه قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي، إن ماكرون وشولز “ماتا دماغياً”، مردداً الصيغة التي استخدمها الرئيس الفرنسي قبل عامين حول الناتو نفسه. . وهاجم ميكلسون بقوله “إنه أمر لا يصدق، فرنسا وألمانيا تمهدان الطريق لمزيد من العنف من روسيا”.

تود باريس وبرلين وروما إنهاء الحرب عن طريق التفاوض

دعا رئيس الوزراء الليتواني السابق أندريوس كوبيليوس الفرنسيين والألمان لتقليد سكان ليتوانيا، الذين تبرعوا خلال ثلاثة أيام بما يكفي من المال لشراء طائرة تركية بدون طيار لتسليمها إلى الجيش الأوكراني. وقال كوبيليوس:  “إنها أهم من هذه المكالمات الهاتفية التي لا تنتهي مع بوتين”.

انفتحت فجوة مقلقة بين “أوروبا القديمة” في الغرب و “أوروبا الجديدة” في الشرق، لتبني صيغة أمريكية تعود إلى الحرب في العراق.

 تود باريس وبرلين وروما إنهاء الحرب عن طريق التفاوض باسم أمن القارة على المدى الطويل، بينما تشعر الدول الأخرى بالتشجيع  والحماس من الانتصارات الأوكرانية الأولية وتعتقد أن النصر العسكري ممكن.

لاحظنا هذا الانقسام عندما اقترح ماكرون قيام مجموعة سياسية أوروبية لتجنب دمج أوكرانيا في الاتحاد بسرعة كبيرة. وقد لقيت المبادرة ترحيباً من الغرب وانتقادات لاذعة في الشرق.

جميع دول الاتحاد – باستثناء المجر بالطبع – تدعم أوكرانيا. لكن هذه الخلافات حول أهداف الحرب عرضت الـ27 للخطر.

صمت ماكرون، الذي لم يتحدث عن أوكرانيا منذ خطابه في 9 مايو أيار، لا للفرنسيين ولا في الخارج، يجعل استراتيجيته صعبة القراءة. من المهم أن يشرح الرئيس الفرنسي ويوضح.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *