ابتسم أيها الجنرال

خيبة أمل :

من تابع الدعاية القوية للمسلسل منذ إعلان اللحظات الأولى للبدء في تصوير المسلسل ، حدثته نفسه أنه سيتابع مسلسل درامي متميز ذو حبكة عالية المستوى ، ترقى أن تصل مثلاً الى مسلسل صراع العروش ( Game of Thrones ) ، غير ان المتابع خاب أمله من البداية الغير موفقة للمسلسل ، فمن الحلاقات الأولى نستطيع ان نقول ، أنه من الواضح للمتابع بأن الكاتب يريد ان يماطل في الأحداث بوتيرة مسلسلات الأجزاء ، فأدخلنا في مشهد واحد غير مقنع كما نعلمه نحن عن ضباط سوريا الأسد ، وهو ابتزاز العميد المتقاعد وضاح فضل الله ، الذي للآن لم يُعرف من المقصود به عند النظام ، أهو علي حيدر مثلاً ؟

ابتسم أيها الجنرال

صفقة التفجير تحت القلعة :

أما عن تلميح آصف شوكت رئيس إدارة المخابرات العامة في سوريا ( عبدالحكيم قطيفان ) الى العميد رفيق شحادة أحد أذرعه من الضباط الفاسدين  ( مازن الناطور ) بمشروع العمر له على حد تعبيره ، وهو تفجير نفق تحت القلعة بحوار ساذج لا يرقى الى نص من نصوص الكبير سامر رضوان ،  كذلك مشهد الحفر والتفجير والاتفاق عليه  ، ثم دخول أنيس ( مازن الناطور ) الى المشهد وتمزيق العقود بأسلوب مسرحي سبعيني ومفاجئ وكأنه يمزق ورقة دين لبقالية او ورقة امتحان ابنه في الإعدادية، ثم لا يوجد أي مبرر لدخول مدير البنك في الصفقة او المشهد حتى ، دون إيهام المتابع ان المالية السورية أيضاً متورطة بهذه الصفقة الغير موفقة .

العميد وضاح فضل الله :

ثم بالعودة الى ملف العميد وضاح ، الذي يتلاعب بالأجهزة الأمنية بطريقة غير مقنعة ولا محبوكة بشكل احترافي ، فبدايةً لا يستطيع عميد متقاعد مازالت خيوطه وعائلته بيد المخابرات العامة ، أن يفلت من الأجهزة الأمنية السورية بهذه الطريقة الساذجة ، ثانياً ماهذه الملفات الحساسة التي يهدد بها الدولة قاطبة من ضباط ووزراء وشبيحة ولم يُفصح عنها الى الآن ولو بالتلميح؟ ، فحين يكون النص قد وجَه المتابع ان هناك مثلا ملفات بيده عن الاتفاقيات بينه وبين دول مجاورة كإيران وحزب الله ، او هناك ملفات عن مصير ثمن النفط الذي لايدخل في الميزانية الرسمية ويُكشف امام الشعب ، او عن مستندات موثقة تفيد بتورط الجنراال بالقتل والتدمير ،او بالعمالة لإسرائيل ، او بكيفية بيع الدولة وموانئها ونفطها لعقود لمئات السنيين للمحتل الروسي ، او عن ملفات الفساد والرشاوي والمحسوبيات ، وكيف قسموا الدولة الى جزيرة لرامي مخلوف ، ومثلها معها لمضر الأسد ، وأخرى لشاليش وحمشو وآل الأخرس هذه الملفات التي تشد المتابع الى المتابعة للمسلسل بشغف ، وليس مشهد ركيك بالتحقيق مع ضباط المطار بمنطقة نائية ، واخبار أهاليهم !!!!!!، والجميع يعرف ان النظام حين يعتقل ضابطاً ، ولو بتهمة رشوة بقيمة الف ليرة ، غالبا ما يعتقل نصف عائلته والنصف الآخر لايعرفون من اعتقله ولا لماذا ، ولا أحد يتجرأ ان يسأل عنه مجرد سؤال .

الجنرال الغائب :

  مشهد حشو ليس إلا غير مبرر وهو خروج الجنرال ممتعضاً ومستعجلاً معتذراً عن الإفطار مع العائلة ، ثم ينزل الجنرال المعظم الى سجين لا يبدو عليه أي آثار للتعذيب ، ويحاوره بطريقة راقية وكانه يحاور طباخ القصر ، في حين ان رقيب في سجون الأسد بأوكار الأمن ، يتكلم ويزمجر أمام المساجين بطريقة وأسلوب أقوى من كلام العميد ماهر الأسد ( غطفان غنوم ) ( أمام أخيه حين قال له من هذا وضاح حتى يهدد الدولة العليا؟؟؟)، كما يبدو ان وجود الجنرال في المسلسل يدور عن الاحداث التي دارت حوله أبان اغتصابه السلطة من عمه رفعت الأسد وشبيحته ، وليس كطرف في المسلسل .

أحداث بطيئة وغير متشعبة:

 يبدو ان السيد سامر رضوان كاتب المسلسل ، تقصد البطء في إيصال المعلومات للمشاهد ، فالحلقة الأولى كانت مختزلة فقط في قصة ضابط متقاعد موتور ، واستطاع آصف شوكت ( عبد الحكيم قطيفان ) من السيطرة على الوضع بشكل جزئي ليس إلا ، والحلقة الثانية كانت فارغة من روح النص فلم تقدم أي معلومة جريئة او غير معروفة لدى المشاهد ، والحلقة الثالثة أيضاً فارغة تماما من أي تصاعد في الأحداث ، والمتابع حقيقةً ينتظر الجرئة في التقديم ، ولاسيما ان الكادر كله مثلاً من المعارضين الأشداء للنظام الأسدي ، وهم مجاهرين بهذا الموقف، فوقوفهم في صف المظلومين حقيقيةً تُرفع لهم القبعة ، فبعض الحوارات ممتازة وقوية كالحوال الذي دار بين ماهر الأسد ( غطفان حلوم ) وبشار الأسد ( مكسيم خليل ) ،أو الحوار بين  أيضاً غطفان حلوم ( ماهر الأسد ) وصهره آصف شوكت ( عبدالحكيم قطيفان ) وبعض الحوارات ضعيفة جدا لا ترقى المستوى المعهود للعملاق سامر رضوان .

اليوم سنتابع الحلقة الجديدة وننتظر تسارع الأحداث لتتبلور الصورة أمام المشاهد بطريقة أوضح وأفضل ، وهل سيتحول المسلسل الى مشاهد أكثر سخونة وحبكة درامية ، وهل سنرى صراعات تابعي ايران وتابعي روسيا ؟؟؟ .

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *