بقلم الدكتور محمد عفيف القرفان
نسخة جديدة تعني نسخة مطوّرة تزيد فيها قدراتك، ولكنك لن تستطيع القيام بذلك حتى تتخلص مما كان يعرقل مسيرتك من جهة، وتقوم بتفعيل القدرات المعطّلة لديك من جهة أخرى؛ ثم زد على ذلك استجلاب مهارات جديدة من خلال التعلم الذاتي أو غيره من أشكال التعلم. نصبح الآن أمام ثلاث مهام وهي:
- 1 – المهمة الأولى
التخلص من كل ما كان يعرقل مسيرتك، وهنا عليك ألا تنظر إلى الأمور التي لا سيطرة لك عليها، بل العراقيل التي كنت أنت السبب في وجودها في طريقك، مثل التردد أو البخل أو العناد أو الكسل..
إذا كانت الإجابة بأن العناد هو الذي يقف عائقاً أمام مسيرتي في التطور للأفضل، أصبح الهدف واضحاً في المهمة الأولى وهو التخلص من “العناد” لأنه يمنعني من الوصول إلى مبتغاي.
٢- المهمة الثانية
تفعيل القدرات المعطّلة، وهنا عليك أن تقوم بعملية استكشاف دقيقة داخل نفسك وتتأكد من أن هنالك قدرات فعلاً موجودة لديك، ولكنها غير مستخدَمة، مثل قدرات لغوية أو قدرات حسابية أو قدرات جسمانية أو قدرات اجتماعية أو قدرات علمية..
إذا كانت الإجابة بأنه لديك قدرات لغوية مثلاً، وعدم استخدامها يعيق تقدمك، يصبح الهدف واضحاً هنا، إذ عليك أن تبدأ عملية تفعيل القدرات اللغوية. المرحلة الأولى هي نفض الغبار عن تلك القدرة واستعادتها ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تفعيل الاستخدام مثل الترجمة أو التعليم أو الكتابة وهكذا.
٣- المهمة الثالثة
استجلاب مهارات جديدة من خلال التعلم، سواء التعلم الذاتي الذي أصبح متاحاً بشكل غير مسبوق أو من خلال حضور الدورات التدريبية أو التتلمذ على أيدي الخبراء.
وهنا عليك أن تسأل نفسك سؤالاً مهماً حول ترتيب أولويات تعلم المهارات، حيث تحدد المهارات التي تحتاجها أكثر من غيرها لتصنع فارقاً على مستوى الأداء الشخصي سواء المهني أو الأسري أو الاجتماعي.
على المستوى المهني، ربما تكون مسؤولاً في مكان عملك، ووجدت أنك تحتاج أن تضيف مهارات جديدة مثل مهارات القيادة، هنا عليك أن تضع خطة شخصية وتلتزم بها حتى تتشكل نسختك الجديدة التي ترغبها. وهذا ينسحب على المستوى الأسري أو الاجتماعي.
إذا قمت بالمهام الثلاث بعزيمة صلبة وإرادة لا تلين، ستلاحظ الفرق في تطور شخصيتك وستجد بأنك استطعت الحصول على النسخة الجديدة منك، وعندها يكون قد حان وقت الاحتفال.
إقرأ أيضاً :
