ظاهرة خلع الحجاب في أوروبا للاجئات المسلمات

نسمع بين الحين والآخر خبرًا عن امرأة خلع حجابها في أوروبا من اللواتي يرحلن إلى هناك بغرض اللجوء من بلادهن التي عاثت فيها الحرب فسادًا، ولكنّ ما سبب هذه الظاهرة ، وما حكمها في الدّين الإسلامي، لعلّها مما يستوقف الإنسان المسلم العاقل لينظر ويستفهم عن هذه الظاهرة الخطيرة، فمنهم من قال أنّ السبب وراء خلع الحجاب هو عدم القناعة به منذ البداية وبأنّه ليس إلّا مجرد عُرف مجتمعي خلقت الفتيات عليه، ولم يتمّ تأصيله كواجب دينيّ يحفظ كرامة المرأة المسلمة ويحافظ عليها، ومنهم من أرجأ أسباب هذه الظاهرة لما يحدث في البلاد الأوروبية التي تمنع المرأة من ارتداء الحجاب -الذي هو من حقّها ومن ضمن شعائرها الدينية الإسلامية- فقد منعت عدد من الدول الأوربية ارتدائه في الجامعات والمرافق العامة، كما أنّ هناك العديد من الجهات المختصة بتحريض المرأة لتترك دينها وكلّ ما يتصل به من الشعائر.

رأي الدكتور محمد خير الشعال ظاهرة خلع الحجاب في أوروبا للاجئات المسلمات

الدول الأوروبية التي تحظر عمل ودراسة المحجبات

هناك عدد من الدول الأوربية التي كانت ملجأً لمن فرّ من وطنه في بداية ثورات الربيع العربيّ ومنها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها الكثير، ومن الدول الأوروبية التي حظرت الحجاب:

رأي الدكتور محمد راتب النابلسي في ظاهرة خلع الحجاب في أوروبا للاجئات المسلمات
  • ألبانيا: وهي من الدول التي حكمها النظام الشيوعي بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حظر هذا النظام كل الطوائف الدينية لأنها تقسم الألبان برأيه، وبناءً على ذلك فقد حظرت ألبانيا الحجاب تدريجيًا لتجعل ألبانيا دولة أوروبية وتعزز أواصر التعاون مع العلمانيين.
  • النمسا: وهي من أحدث الدول التي منعت النقاب وحظرته في الأماكن العامة من الدولة وذلك بعد أن أصدر فيها قرار المنع في عام 2017م، كما حظرت الدولة ارتداء المرأة للنقاب في المدارس والمحاكم.
  • الدنمارك: حظرت الدنمارك ارتداء النقاب في عام 2018م، ولا يزال أمر الحجاب في الدنمارك متداولًا حتّى اليوم، وتظهر حركات تدعو لمنع ارتدائه في المراكز الحكومية وحتى في الأماكن العامة.
  • ألمانيا: أمّا في ألمانيا فإنّ ثامني ولايات ألمانية من أصل ستّ عشرة ولاية تفرض قيودًا على ارتداء المرأة الحجاب في المدارس وهذه الولايات هي بادن فورتمبيرغ، وبافاريا وهسن، وسارلاندا وولاية بريمن، وسكسونيا السفلى، وشمال الراين، وستفاليا وبرلين، كما أنّ برلين قامت بحظر كلّ كما يسمى بالركز الدينيّ في المؤسسات العامة سواءً كان يخصّ الإسلام أو غيره من الأديان.
  • فرنسا: يحظر القانون الفرنسي ارتداء أيّ ملابس ترمز لدين معين، ولكنّ الهدف الأساسيّ من هذا القانون هو اللباس الإسلاميّ بما فيها الحجاب، ولا يتحدث القانون عن منع الحجاب صراحة، ولكنّه لا يطبق إلّا على المسلمين، وطلّت القوانين تتابع بهذا الشأن حتّى تمت الاتفاق على قانون العيش المشترك بين جميع الأديان في نهاية الأمر.

هل يجوز خلع الحجاب للضرورة؟

أمّا في الحكم الشرعي للإسلام في أمر خلع الحجاب للضرورة فقد اجتمع جمهور العلماء في هذا الشأن , فقالوا أنّ الحجاب فريضة على كلّ مسلمة عاقلة بالغة، وهذا من الأمور الدينية التي ليس عليها خلاف وهي ما نصّ عليها القرآن الكريم، فإنّ وجدت المرأة في بلاد تمنع النساء من ارتداء الحجاب في الأماكن العامّة فعليها أن تهاجر من تلك البلاد فإن لم تستطع فعليها أن تلتزم بيتها فلا تخرج منه، فإذا اضطرت أن تتخلّى عن حجابها مخافة الأذى أو الضرب أو القتل ولخروجها من منزلها ضرورة ملحّة فيفرض الاسلام عليها هنا فرضاً الهجرة الى الله ورسوله, اي وجب عليها ان تغير مكان اقامتها , والهجرة حفاظاً على دينها وشرفها ومبادئها , ومن هنا اتى رأي بعض العلماء بكراهية السفر الى بلاد الغرب , فينبغي على كل مسلم ومسلمة البحث عن مكان اقامة لا تعارض حدود الله , وتتوافق مع الحريات الشخصية الدينية إن صح التعبير .

دور المنظمات النسوية في الدعوة لخلع الحجاب

المنظمات النسوية تدّعي أنّها تحفظ للمرأة حرية التصرف في جسدها، ومن ذلك فإنّها تدعو إلى أنّ الحجاب هو مسألة حرية شخصية لا دينية ، وللمرأة حقّ أن تختار أن تلبسه أم لا، وذلك كلّه في سبيل عرض المرأة لجسدها وعلى عكس ما هو واضح من أهدافهم المزعومة عن الحرية المطلقة للمرأة، فهو انحطاط من قدر المرأة التي كرّمها الإسلام وجعلها جوهرة مصانة، وقد ظهرت العديد من الحركات النسوية العربيّة والعالمية التي تتحدث بهذا الشأن.

إقرأ أيضاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *