كعب بن مالك رضي الله عنه

شاعر أسلمت قبيلة بأكملها خوفاً من بيت شعرٍ قاله من هو وماهذا البيت ؟

كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين الأنصاري الخزرجي السلمي، أبو عبد الله.

كعب بن مالك رضي الله عنه


 الشَّاعر الموهوب:


قال ابن عبد البر -رحمه الله- في كعب بن مالك -رضي الله عنه-: (كان أحد شعراء رسول الله ﷺ الذين كانوا يردُّون الأذى عنه، وكان مجودًا مطبوعًا).  

قال محمد بن سيرين -رحمه الله-: (أسلمَتْ دوس خوفًا من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهنَّ دوسًا أو ثقيفا


 نموذج من شعره:


قال كعب في رثاء حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-:

ولقد هُدِدت لفقد حمزة هدَّة
                     ظلَّت بنات الجوف منها ترعد
ولو أنَّه فُجِعت حراء بمثله
                     لرأيت راسي صخرها يتبدَّد
قرم تمكَّن في ذؤابة هاشم
                     حيث النبوة والندى والسؤدد
عمُّ النبيِّ محمد وصفيُّه
                     ورد الحمام فطاب ذاك المورد



 كعب بن مالك والتَّسويف:


التَّسويف من معوقات النَّجاح، وقد تخلَّف كعب عن غزوة تبوك بسبب التَّسويف، حتى نزل فيه قرآن يُتلَى. قال كعب عن غزو تبوك: (فطفقت أغدو لكي أتجهَّز معهم، فأرجع ولم أقضِ شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتدَّ بالناس الجد… الحديث).

 صِدْق كعب بن مالك:


تخلَّف عن غزوة تبوك كثير من المنافقين وثلاثة من المؤمنين الصَّادقين أحدهم كعب بن مالك، ولما رجع النبيُّ ﷺ من الغزوة جاءه المنافقون يعتذرون بالكذب، وجاءه كعب فصدق، وأخبر النبي ﷺ أنه لم يكن له عذر في التَّخلُّف عن الغزوة؛ فكان صِدْقه سببًا لنجاته.


 الصِّدْق نعمة:


قال كعب -رضي الله عنه-: (والله ما أنعم الله تبارك وتعالى عليَّ من نعمة قط بعد أن هداني، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ﷺ يومئذ أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذَبُوه حين كذَبُوه، فإن الله تعالى قال للذين كذبوه حين كذبوه شرَّ ما يُقال لأحد).


 سجود الشُّكر عند النِّعمة:


قال كعب: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منَّا، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت؛ سمعتُ صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، فخررت ساجدًا، وعرفت أن قد جاء فرج. متفق عليه.


 وأتبع السَّيئة الحسنة تمحُها:

مِن صِدْق التَّوبة: إتباع السيئة بالحسنة، قال تعالى: {إنَّ الحسنات يُذهِبْنَ السَّيئات} [هود:١١٤]، ولذا قال كعب بن مالك للنبي ﷺ: إنَّ من توبتي أن أنخلع من مالي صَدَقَة إلى الله وإلى رسوله، فقال له ﷺ: أمسِكْ عليك بعض مالك؛ فهو خير لك.

إقرأ المزيد :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *